عمون - في عام 1999، عندما توفي الملك حسين بن طلال، كنت حينها في زيارة خاصة إلى ألمانيا، حيث شهدت الاهتمام الكبير الذي أولاه الإعلام الألماني لهذا الحدث الجلل. وكلما زرنا مكانًا في مشارق الأرض أو مغاربها، كنا كطلاب أردنيين نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نُعرِّف أنفسنا بقولنا "نحن أردنيون". كانت ردة فعل الآخرين احترامًا وتقديرًا، وفي عيونهم كان يتجلى الإعجاب بوضوح، وكل ذلك بفضل السمعة الطيبة للملك حسين، رحمه الله. فالملك حسين لم يكن مجرد قائد عادي، بل كان شخصية استثنائية على كافة الأصعدة وزعيمًا ملهمًا، وترك بصمات لا تمحى في تاريخ بلدنا وفي قلوب أبنائه.

في تلك الفترة، تم إهداء تمثال برونزي للأردن تكريمًا للملك الراحل من أحد الفنانين الأجانب، ولكنه لم يرَ النور. على الرغم من أن هذا التمثال كان رمزًا هامًا للاحترام والذكرى.

ولتخليد ذكرى الملك حسين، طيب الله ثراه، يمكن أن يكون النصب التذكاري مصنوعًا من الفسيفساء وبأيدي حرفيين أردنيين، وهو فن يشتهر به الأردنيون. إن استخدام الفسيفساء في النصب التذكارية لا يعكس فقط التراث الفني الأردني الغني، بل يتيح أيضًا تقديم أعمال فنية تكرم الشخصيات الاردنية مثل المرحوم المشير حابس المجالي ورئيس الوزراء الاردني المرحوم وصفي التل ، والأحداث الوطنية بطريقة تتماشى مع القيم الإسلامية. هذا النوع من النصب التذكارية يمكن أن يجمع بين الجمال الفني والأصالة الثقافية، ويكون رمزًا دائمًا للهوية الأردنية والإنجازات الوطنية، فالملك حسين هو جزء لا يتجزأ من التاريخ الأردني الحديث ، وهو واجب وطني للحفاظ على الهوية الوطنية الاردنية عبر التاريخ .


waelsamain@gmail.com