facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الوجوه المتعددة .. والوعود الكاذبة .. "يَتَوَهرَف" مرشحون


محمود الدباس - ابو الليث
07-07-2024 01:33 PM

في الأشهر التي تسبق الانتخابات النيابية.. تجد كل مرشح يجوب الأحياء والأزقة.. ويطرق الابواب.. يتحدث مع الناخبين.. يسمع وعودهم ودعمهم.. يشعر بثقة كبيرة.. فيعتقد أن الجميع يقف خلفه ويسانده.. فيستعد ليكون ممثلهم في المجلس.

لكن الحقيقة غالباً ما تكون مغايرة.. فعلى الرغم من تلك الوعود.. فإن الناخبين يحملون في جعبتهم وجوهاً متعددة.. لا يصدقون في في غالب الاحيان بعودهم.. بل يمنحون كل مرشح أملاً كاذباً.. يُحَيُّون المرشح بابتسامة عريضة.. يمدون أيديهم بالتصافح.. وينطقون بعبارات الدعم.. واشهرها "ابشر بالفزعة".. ولكن للأسف في دواخلهم يعرفون أنهم لا يستطيعون إلا انتخاب واحد من هؤلاء المرشحين.

المرشح المسكين "وأقولها بحسرة".. يجلس في مقره الانتخابي.. يشاهد الاعداد التي تأمه.. يقرأ الوجوه ويفسرها بطريقة تريحه.. "ياااااه كلهم معي".. يعتقد ويظن أن الكل سيقف خلفه يوم الاقتراع.. وكله ثقة بأن كل تلك الأحاديث والدعوات هي علامات تأييد حقيقية.

لكن في يوم الحقيقة.. يوم الاقتراع.. يُصدم المرشح بأن الأصوات لم تكن له.. فيقف مذهولاً.. يسأل نفسه.. أين ذهب الدعم؟!.. أين الوعود؟!.. أين الأصوات التي سمعتها؟!.. أين أبشر بالفزعة؟!.. وأين حِنا فزعتك؟!.

يكتشف في النهاية أن الوجوه التي رآها ليست سوى انعكاسات لخوف الناخب من إغضاب أحد.. كل شخص يريد أن يكون محبوباً.. وأن يُرضي الجميع.. حتى وإن كان ذلك على حساب الحقيقة.. وعلى حساب "وهرفة" المشرح.

إنها يا سادة لعبة الأقنعة.. حيث يرتدي الناخب قناع التأييد مع كل مرشح.. لكنه في الحقيقة سينتخب شخصًا واحداً فقط.. ومن قائمة حزبية واحدة.

في هذه اللعبة.. يكون المرشح هو الضحية.. يُغَشَّى عليه بوهم الدعم والإجماع.

هذه الظاهرة تخلق شعوراً بالمرارة.. والخيبة.. وتجعل العملية الانتخابية مشوبة بعدم الصدق.. فالناخبون الذين يدَّعون دعمهم للجميع.. هم أنفسهم من يختارون القليل.. وبهذا يدور المرشح في دوامةٍ من الخداع والوهم.

لذلك اقول للكثير من المرشحين.. إن كنت لست ممن ينطبق عليهم القول "اللي معاه مال ومحيره.. بيشتري حمام وبيطيره".. اي ان فلوسك مش حمل وعبء عليك.. عليك بأن تقيس الامور بمقياس الواقعية.. والعين المبصرة.. والبصيرة الثاقبة.. وعد ليس فقط للعشرة.. وإنما للمئة قبل الإقدام على التسجيل.

ومن باب الأمانة.. أجد لِزاماً عليّ القول لمن سيحالفهم الحظ.. سينتخبك بضع آلاف.. وسيحلف لك عشرات الآلاف أيماناً مغلظة.. بأنهم انتخبوك.. ومنهم مَن لم يعرف لصندوق الاقتراع طريق.. ناهيك عمَّن انتخب غيرك.

وفي الختام يبقى السؤال.. هل يمكن تغيير هذه العقلية؟!.. وهل يمكن للناخبين أن يكونوا أكثر صدقاً في وعودهم؟!.. أم أن لعبة الأقنعة ستظل هي السائدة في انتخاباتنا النيابية غيرها من الانتخابات.. مخلفةً وراءها مرشحين محبطين ومجتمعاً مشوباً بعدم الثقة؟!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :