في حياتنا اليوميّة، يمكن استخدام علم المتناقضات لتعزيز التفاهم والتّفاعل الاجتماعيّ.
وقد يساعدنا في فهم وتقبّل وجهات النّظر المتنوّعة، وتعزيز التّعاون والتّكامل بين الأفراد والمجتمعات ،كما يعزّز من قدرتنا على حلّ المشكلات بشكل شاملٍ وتطوير حلول متوازنة ومستدامة.
وللاستفادة من علم المتناقضات يمكن ربط ما يحدث حولنا ونعيشه في سياق القيادة وإدارة الشؤون العامة، حيث أنّ علم المتناقضات له أهمية كبيرة في تشكيل النهج الإداريّ واتخاذ القرارات الاستراتيجيّة.
فما هو علم المتناقضات ؟
يركّز هذا العلم على فهم كيفيّة التّعامل مع التناقضات التي تحدث في الأفكار والمواقف ، يعتبر "جورج هيغل، الفيلسوف الألماني، وهو من أبرز العلماء الذين أسهموا في هذا المجال من خلال نظريته حول التّقدم التاريخيّ والتي يتحدّث فيها عن تطوّر الحريّة والوعي بالحريّة في تاريخ البشريّة من خلال التناقضات.
كما يشمل علم المتناقضات أيضًا دراسة كيفية التّعامل مع التّناقضات الثقافيّة والاجتماعيّة، وكيفيّة استخدامها كمحرك للتّطور والابتكار.
فهل هناك أهميّة لعلم المتناقضات في إدارة الشؤون العامّة؟
الجواب نعم بالتّأكيد .. يلعب علم المتناقضات دورًا حيويًا في تحديد النّهج الإداريّ وصياغة السّياسات والاستراتيجيات. فهو يساعد على تحليل الصّراعات والتّناقضات الدّاخليّة والخارجيّة، وتطوير استراتيجيات تعزّز التّوازن والتّكامل داخل المؤسسات. على سبيل المثال، يمكن لقادة الشركات استخدام فهمهم للتناقضات في تحسين عمليات اتّخاذ القرارات والتّعامل بفعالية مع التّحديات المعقّدة.
كذلك يعتبر التأثير كبير على الإدارة والاقتصاد لعلم المتناقضات عن طريق تعزيز القدرة على التّكيف والابتكار، فهو يساعد في فتح آفاق جديدة للتفكير الإبداعيّ وتطوير استراتيجيات تساهم في تحقيق النمو المستدام والاستدامة الاقتصاديّة.
كما يعزّز فهم المتناقضات قدرة الأفراد والمؤسسات على التّعامل بشكلٍ أفضل مع التّحولات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ممّا يؤدي إلى تعزيز القدرة التّنافسية والابتكاريّة ، وهنا نجد مثال فيما قدمته آبل فهو التّوازن بين التّصميم والأداء، بينما تسعى للحفاظ على تصميم جميل وبسيط، تحافظ على أداء تقنيّ قويّ، يجمع بين الجمال والوظائف الفعّالة في منتجاتها.
كيف يمكن الاستفادة من علم المتناقضات في حياتنا!؟
يمكن استخدام علم المتناقضات لتعزيز التّفاهم والتّفاعل الاجتماعيّ فهو يساعدنا في فهم وتقبل وجهات النّظر المتنوّعة، وتعزيز التّعاون والتّكامل بين الأفراد والمجتمعات. كما يعزّز من قدرتنا على حلّ المشكلات بشكل شاملٍ وتطوير حلول متوازنة ومستدامة.
باختصار، يعدّ علم المتناقضات أداةً قويّة لتعزيز الفهم والتّفاهم، وتطوير القدرات الإداريّة والاقتصاديّة، مما يسهم في تحقيق التّنمية المستدامة والتّقدم الاجتماعّي والاقتصاديّ.
كما استفادت الدّول من علم المتناقضات بشكل أساسي من خلال فهمها للتّناقضات والصّراعات الدّاخليّة والخارجيّة. حيث قامت بمعالجة هذه المتناقضات بشكل فعّال، وتمكنت الدّول من تحقيق توازن بين الاستقرار والتّقدم وعلى سبيل المثال في السّياسة، فإن ساسة الحكم في الدّول يعلمون كيفيّة التّعامل مع تناقضات مثل التّنوع الثقافيّ والسعي للوحدة الوطنيّة.
علم المتناقضات يجيب على أخطر سؤال عندما تكون الأعمال والمواقف التي تنهجها الحكومات عكس ما تصرح به وتعلن عنه بشكل مباشر وغير مباشر، إنّه التّوازن الذي يجهل الكثيرون أسراره ويعتقدون أنّ هناك أيدي خفيّة تتحكّم بالقرارات، في حين أنّه ليس إلا علم المتناقضات والذي تستخدمه الحكومات في مختلف الدول بنسبة 40-50% في كلّ ما تخطط من أعمال استراتيجية في حلّ الأزمات والتّعامل مع المواقف الاقتصاديّة السّياسية الصّعبة على المستوى المحليّ والدوليّ.