في الحكاية الاردنية ان جماعة الاخوان المسلمين مشغولة هذه الايام في حبك المؤامرات المشرروعة وغير المشروعة على الحكومة، فيما الحكومة ايضا مشغولة لنفس السبب، لم يكن العامل المشترك الوحيد ما بين الطرفين هو الجلسات والحوارات فقط بل كان المنسف المعزز بالسمن الصافي واللحم البلدي جامعا مشتركا ايضا، مما عزز غيرة السردين من تجاهله وسط اللمة حيث اخذ طريقا مختلفا لكي يظهر على السطح بعد ان اقتنع بان الامور «طعة وقايمة».لا اظن اننا بحاجة الى شيء من الذكاء لتكتشف بان مجزرة رفع الاسعار آتية لا محالة وهذا الالتفاف الواضح على القضية من قبل الحكوميين والمعارضين الذي يتنازع كل منهم على مصلحة شخصية بحتة لا علاقة للمواطن الكادح بها لا من قريب ولا بعيد.
مفاجآت الاخوان والحكوميين نارية لا تسمن ولا تغني من جوع رغم نيرانيتها المشتعلة فهي لا تدفئ القلوب او الجيوب بل تزيد الطين بلة حتى يتفاقم الهدم والدلف على رؤوس المواطنين «المسخمين» هدايا الحكومة والاخوان لهذا العام ستكون رباعية او خماسية الدفع تتمحور حول رفع جديد لاسعار المحروقات ولن يكون خاتمة الارتفاعات بعد ان دخل السردين والفلافل على الخط الحكومي والاخواني.
الاخوان نسوا او تناسوا الغلاء وفحشه وافرغوا الخطابات والقاعات والمطاعم والباصات لحشد اكبر عدد ممكن من المؤيدين لهم ضد سياسة الحكومة الهادفة للاطاحة بكراسيهم المصنوعة من خشب الزان.
والحكومة لم تتدخر جهدا في اعداد العدة واتخاذ القرارات السريعة بحق المواطنين الكادحين حتى يتسنى لها التفرغ لملاسنة الاخوان.
ابو العبد ذلك المواطن الكادح هجر الدكان بعدما طاردته الجرذان وابو عقلة هجر الدار بعد انقطاع المياه، وارامل الحارة مللن انتظار صدقات صندوق المعونة الوطنية، والحكومة والاخوان يتأهبون لحبل سيرك يشعلونه علينا وفينا بعد انتهاء مهمتهم الانتخابية.
سيبقى الغلاء والجوع صاحب الموقف في نظرية الاخوان والحكومات وسيظل وجه الفقير مغبرا بتراب الحاجة وسيظل القرار الحكومي مبتورا لعملة من وجه واحد لا يخدم وجوده كقرار ولا يخدم الهدف الذي صيغ من اجله.
الاخوان قصروا في الطلوع بفعل بنزينهم اللاسوبر وضجيج محركهم الذي يصم الاذان على قاعدة الجعجعة بلا طحين .. وما تبقى من قضية وجود الحكومة او عدمه هو قضية سيكولوجية على ما اعتقد لها علاقة بمشاعر الرئيس ومجموعة المساعدين الذين رافقوه والذين لا زالوا يعيشون فرحة التوزير على الرغم من اقتراب موعد رحيلهم.
فما على الاخوان والحكومة الا اخلاء الطريق نحو تقدم ارتفاع اسعار السردين والفلافل.. فالمهام صعبة جدا والوضع حساس بطريقة مَرَضّية لا يحتمل المزيد.
فمن هم الاخوان حتى يستكبروا على الوطن وقاعدتهم لا تتعدى 4? من السكان؟ ومن هي الحكومة التي حصلت على نتيجة «راسب» في الاستفتاء الاخير للمواطنين حتى ىشغلوا الناس بامورهم الشخصية والمنفعية دون ادنى حس مما اصابه من غلاء وكواء؟.. فمحبو وحتى كارهو او حاسدو الحكومة وجماعة الاخوان لا يجدون في بقائهم او عدمه من قضية، فهم كغيرهم من الحكومات والاحزاب الحصرية، لا زال ما بينهم وبين الشعب ثأر .. ذهابهم وبقاؤهم ليس من قضية فهم لم يستطيعوا بحيلهم الضعيفة ان يغيروا الاوضاع المتردية من شيء، قوانين الاستثمار في تقوقع متضارب مع قوانين الخصخصة والمناطق الحرة، ودلال المناطق الصناعية المؤهلة لا تصغي للقرار الحكومي او الحزبي ولا للبخيت ولا لبني ارشيد الذي لا يعرف طريقها، والكاز يطفو على سطح البنزين في تمرين مذهل لارتفاع مفاجئ او مرتقب.
كفاكم استخفافا بعقول المواطنين ، فاذهبوا الى مساحة مفرغة للنزاع بعيدا عن شقاء وفقر المواطنين والتلاعب في قوتهم ومحاولة استقطاب مشاعرهم نحو الهاوية.
الكاتب رئيس هيئة التحرير/صحيفة المواجهة