هل نجحت الجامعة الأردنية في خطط التطوير؟
د. أشرف الراعي
06-07-2024 06:39 PM
قبل 20 عاماً من اليوم تخرجت شخصياً من الجامعة الأردنية، في كلية الحقوق، وهي الكلية الأعز على قلبي، وواصلت فيها الحصول على درجة الماجستير، ثم استكملت شهادة ماجستير أخرى في معهد الإعلام الأردني، التابع للجامعة الأردنية، لذلك فإن الحنين دوماً يدفعني في كل زيارة إلى وطننا الغالي أن أزور الجامعة الأردنية وأتجول في أروقتها، وأستذكر جميل أيامها وذكرياتها، ولربما فإن كل من درس في "الأردنية" أو مر في شوارعها وممرات كلياتها يدرك تماماً ما أقول.
وحتى لا أطيل في مزج العاطفة بمقال رأي كهذا، فلا بد من الحديث عن التحولات التي شهدتها المؤسسة الأكاديمية الأقدم في المملكة، لا بل المؤسسة التي ارتبط اسمها باسم "الأردن"؛ فكانت عنواناً للوطن وكان الوطن عنواناً لها، وهنا فليسمح لي القارئ الكريم أن أشير إلى بعض من هذه التحولات، التي تشكل وسام فخر لكل أردني؛ فالجامعة اليوم احتلت المركز 368 على مستوى العالم في تصنيف QS، وهو ما يعني أنها ارتقت على سلم أفضل الجامعات في توظيف خريجيها على مستوى العالم.
وليس هذا فحسب، بل لا بد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها رئاسة الجامعة ممثلة برئيسها معالي الدكتور نذير عبيدات وفريق عمل مكتبه؛ فالداخل إلى هناك يشعر بأنه في "خلية نحل" لا تكل ولا تمل، لا بل تعمل بشكل متواصل من أجل الوصول إلى الطموح في أن تكون "الأردنية" في مستوى الجامعات العالمية، وهو نهج بدأته رئاسة الجامعة بالتركيز على تعيين الشباب الطموح القادر المنتمي لوطنه، لا بل الذي يشكل قدوة للطالب والقادر على التأثير فيه والمساهمة في رفد العملية التعليمية بالأفكار الجديدة، والطموحة المواكبة لعصر الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مع تعزيز جودة التعليم، وتحسين البنية التحتية البحثية، وتوسيع شبكة العلاقات الدولية للجامعة سواء بالتعاون مع الجامعات العربية أو العالمية، مع ضرورة التعاون مع الجامعات الوطنية وهو تحدٍ لا بد للجامعة من تجاوزه بتعاون من الجامعات الأخرى.
وكما أشرت، فإن من أهم الإنجازات التي تحققت هو الارتقاء بترتيب الجامعة الأردنية في التصنيفات العالمية مثل QS وTimes ؛ فبفضل الجهود المبذولة لتحسين جودة التعليم، وتعزيز البحث العلمي، والتعاون الدولي، أصبحت الجامعة تنافس على مستوى عالمي، وهذه القفزات النوعية في التصنيف تعكس التحسن الكبير في جودة التعليم والخدمات الأكاديمية المقدمة للطلاب، إلى جانب التعزيز للبنية التحتية البحثية في الجامعة من خلال تأسيس المراكز البحثية داخل الكليات وتجهيزها بما يسهم في تعزيز الإنتاج العلمي وزيادة عدد الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية الرصينة، سواء أكان ذلك في العلوم الطبيعية والهندسية، أو في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مما رسخ من دور الجامعة كمركز بحثي شامل لا سيما وأنها اليوم مقبلة على مرحلة جديدة.
وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل التطور الكبير الذي شهدته مكتبة الجامعة الأردنية؛ حيث تم تحديث المكتبة بمواد وموارد أكاديمية جديدة، وتطوير البنية التحتية الرقمية للمكتبة، مما سهل على الطلاب والباحثين الوصول إلى المصادر والمراجع بكل سهولة ويسر، وأسهم في رفع مستوى الأبحاث والدراسات التي يقوم بها الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، مع تعزيز جهود استقطاب الطلاب الدوليين، مما جعل الجامعة بيئة تعليمية متنوعة ثقافياً وأكاديمياً؛ حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، مما ساعد في جذب المزيد من الطلاب الدوليين، وتعزيز سمعة الجامعة على المستوى العالمي.
لا بل قامت الجامعة الأردنية بتعزيز دورها في خدمة المجتمع المحلي من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تستهدف تحسين الظروف المعيشية للمجتمع، وتقديم الدعم الأكاديمي والعلمي للمؤسسات المحلية، وهذا الدور الفعال يعكس التزام الجامعة بمسؤوليتها الاجتماعية ويعزز من مكانتها كمنارة للعلم والمعرفة في الأردن، في خطوات رائدة نحو تحقيق رؤية الجامعة بأن تكون من بين أفضل الجامعات في العالم، مع التركيز على الجودة الأكاديمية ضمن خطة استراتيجية وطموحة لمستقبل الجامعة.
وبالطبع فإن هذه الإنجازات بالمقابل ستواجه بجملة من التحديات، لكن سباق الجامعة نحو العالمية يجعلها دوماً في طليعة مؤسساتنا الوطنية التي نعتز بها... حمى الله الأردن.