فجأة، يجد كتاب الأعمدة في الصحافة الأردنية أنفسهم في دائرة الإتهام بالفساد، فالكلام المُعمم الذي أطلقه رئيس هيئة مكافحة الفساد، من أنّ هناك صحافيين وكتاباً يتقاضون رواتب ومكافآت من جهات حكومية، وأنّ هناك كاتباً بعينه تقاضى مبلغ مئة وخمسة وثلاثين ألف دينار من مؤسسة حكومية مقابل الكتابة عنها كلاماً طيّباً.
يقولون: عمّم تسلم، ولكنّ التعميم هنا لم يُسلم، وحين نشرت المواقع الالكترونية الخبر بدأت التكهنات من القراء، وإمتلأت التعليقات بالأسماء، وعلى الرغم أن إسم كاتب هذه السطور لم يرد والحمد لله، إلا أن الجميع ظلّوا في دائرة الشكّ ما دام اليقين لم يأت بصراحة، ودون مواربة.
أمس، تابعت الزميلة سوسن زايدة القضية، في برنامجها "عين على الإعلام" على "راديو البلد"، وإتّفقت الآراء على ضرورة نشر الإسم، أو الأسماء، ما دامت القضية فُتحت من أعلى رأس لأهمّ هيئة تحارب الفساد، وفي أيام بات الفساد قضية القضايا في الأردن والعالم العربي بأسره.
وهنا، نطالب صديقنا رئيس الهيئة أن يسارع إلى تحقيق رسمي، توضع فيه النقاط على الحروف، فقد بتنا كلّنا، صحافة وصحافيين، كتابة وكتاباً، في دائرة الشك والإتهام، ومع أن الحلال بيّن والحرام بيّن، ومع أنّ الشمس لا تُغطّى بغربال كما قال هو نفسه، إلاّ أن خلط الحابل بالنابل يخلط الحلال بالحرام، والفاسدين بالنزهاء.
basem.sakijha@gmail.com