facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خيبات أحزاب العرب الاسلاموية والقومية


د. عاكف الزعبي
06-07-2024 02:12 PM

مع نهاية الدولة العثمانية لم يعد رعاياها من المسلمين وهم الغالبية العظمى يتذكرون من الإسلام غير الصلاة والصيام والكثير من الخرافات. الأ أن ذلك لم يمنع القلة القليلة من المشايخ من التفكير بتبني الدعوة لتوحيد بلاد المسلمين بكل ما تنطوي عليه من اتساع أممي وجغرافي وعودة حالمة إلى دولة الخلافة، فربما لم يكونوا على علم بأن بلاد المسلمين في عز الدولة العباسية والدولة العثمانية لم تتوحد ولو ليوم واحد على مدى ثماني مائة عام.

لم يكن الحلم يستحق أن يدوم أكثر من سنة واحدة، كذلك انتهى حلم الإصلاح الإسلامي الذي بدأ أواخر بني عثمان واستمر على مدى خمسة عقود على أيدي علماء متنورين أهمهم جمال الدين الافغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي ورفاعه الطهطاوي وعلي رضا وطه حسين. وبعد عقد تقريباً ظهرت حركة الاخوان المسلمين 1928 في مصر ببعد سلفي كفر المجتمعات الإسلامية بما هي عليه داعية إلى التغيير الجذري في ثقافة المسلمين بالعودة إلى ثقافة عهد الخلافة الراشدة، واستقر اجتهادهم على تديين السياسة وتسيس الدين. ولم ينجحوا سواء في أسلمة ثقافة المجتمع على طريقتهم أو في إدارة الحكم عندما دان لهم لاحقاً في كل من مصر والسودان والمغرب وأخيراً في تونس.

العربيون القوميون بدورهم راودهم بعد خروج الاستعمار العسكري الغربي حلم وحدة بلاد العرب. لما لا وقد جعل الغرب المتقدم الدولة القومية حقيقة قائمة أمام العرب بكل ما يجمعهم من تاريخ وجغرافيا ولغة وعقيدة. روح الثورة العربية الكبرى وحماس بعض قادة حركات الاستقلال وجهود المفكرين ( زكي الارسوزي وقسطنطين زريق وغيرهم ) ونشؤ بعض الأحزاب القومية التي تأسست على هذه الخلفية خاصة في سوريا ولبنان ومصر والعراق تضافرت لإحياء فكرة وحدة البلاد العربية رغم أنها لم تكن قد توحدت عبر تاريخها ولو ليوم واحد، إذ لم تكن جميعها يوماً تحت سلطة سياسية مركزية واحدة وسيادة تامة جامعة ومستقرة ودونما دويلات وكيانات مستقلة هنا وهناك.

الأحزاب القومية وأهمها حزب البعث لم يؤسس حضوراً داعماً بين الجماهير ولم يستطع اختراق النظام القائم والوصول إلى البرلمان في كل من سوريا والعراق. وكان قصير النفس في نضاله الحقيقي على هذا الصعيد بسبب ضبابية الرؤية وضعف التنظيم والتنافس والخلافات بين قياداته خاصة بعد أن تعسكرت قيادات الحزب.

وقد حل الحزب في سوريا نفسه استجابة لطلب عبد الناصر الذي أصر على حل الأحزاب كشرط لقيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، قبل أن يعود ثانية بعد أن أيد انفصال الوحدة ثم قام بانقلابه عام 1963 تبعه انقلاب 1966 وتبعه انقلاب حافظ الأسد 1971.

الحزب السوري القومي الاجتماعي انتهى بمقتل زعيمه أنطون سعادة مبكراً عام 1949. والقوميون العرب تراجعت حركتهم بعد الانتكاسات التي أصابت نظام عبدالناصر وآخرها حرب 1967.

غير أن الملفت أن الأحزاب والحركات القومية بعد أن غاب حضورها لم تقدم لاحقاً جرد حساب ومراجعات نقدية علمية لمسيرتها والمعطيات والتحديات والاختلالات التي أعاقت دورها وتطورها وأوصلها إلى ما وصلت إليه باستثناء مذكرات لعدد قليل من القياديين معظمهم من بعث العراق لم تصل إلى مستوى النقد الفكري والسياسي العلمي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :