جامعة إربد الأهلية تشارك بحلقة نقاشية في المعهد العالمي للفكر الإسلامي
06-07-2024 11:58 AM
عمون - بدعوة من المعهد العالمي للفكر الإسلامي، شارك الدكتور: أسامة حسن عايش صالح، مدير دائرة المكتبة في جامعة إربد الأهلية، في الحلقة النقاشية التي عُقدت في عمان، لمناقشة مشروع كتاب التجديد الفكري الإسلامي المعاصر: تجربة مشروع إسلامية المعرفة.
وقدم الدكتور أسامة صالح مداخلة فكرية مُعمقة، أوضح من خلالها ماهية الفكر الإسلامي، بمافهيمه التاريخية التراثية، وديمومته الحضارية المعاصرة، واستشرافه المستقبلي بنائية، ملخصًا مداخلته المكثفة بقوله: يُجسد الفكر الإسلامي في ماهيته العقل المعرفي الموضوعي أو العقل العلمي الأداتي، إعمالاً معقلنًا لذهنية مدركة ترنو إلى الصواب اجتهادًا، وإسلامية المعرفة هي منظومة عقائدية ثنائية الأبعاد، البعد الأول: بعد مقاصدي لأن هُوية الإسلام تَكمن في مقاصده، تشريعًا وفكرًا ومنهجًا، وفلسفة وجود، وفي هذا السياق تبرز أهمية العقل المعرفي العلمي المحضرن، وإزاحة العقل الاستحواذي المؤدلج هيمنة، خصوصًا في ظل الانسحاق التحويلي الحاد لتكنولوجيا المعرفة ومواكبة العصرنة الحداثية، والآنية التطورية في شتى الأطر الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبعد الثاني: بعد مفاهيمي اجتهادي تجديدي، ويعني ذلك أهمية الوعي التاريخي الاتساقي لفلسفة الإسلام الوجودي، عقلاً وفكرًا، معرفة وعلمًا، مما يجذر في الذهنية التفكرية معنى أن يكون الإسلام صالح لكل زمان ومكان، صلاحية الإسلام الفكري المعاصر لا يعني فقط صلاحيته الزمانية، ماضيًا تراثيًا، أم حاضرًا معصرنًا، أم مستقبلاً مُخططًا، إنما إدراك صلاحية الفكر المرجعي البنائي نموًا معرفيًا تجديديًا، مما يتيح لأصحاب الاختصاص والنحب المفكرة المثقفة معالجة إشكالية الفكر الإسلامي المعاصر وإعادة تكوينه، وإعادة إنتاجه انطلاقًا من الكل المركب ثقافيًا، لأنه يتجاوز مقولة أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، إنما يُصلح كل زمان ومكان، فالدروب المعرفية الضامنة لفلسفة الوجود هي إعادة الإنتاج والتكوين العلمي للفكر الإسلامي المعاصر، بعد أن يخضع للنقد والتحليل والتقييم ومن ثم التقويم الممنهج، وهذا يوضح لنا الأبنية الفكرية للمعرفة المؤسلمة، أي: إسلامية المعرفة/ أو أسلمة المعرفة بمحتواها النظري العلمي، خاصة بأداتها اللسانية اللغوية، لأن اللغة مرتبطة بالتفكير ارتباطًا علائقيًا وثيقًا، وهي آلية فكرية تؤطر بنظمها مدى الفاعلية الإنسانية، والحضور الذاتي بخصوصيته وهُويته وجذره الانتمائي، وهناك محتوى تطبيقي سلوكي يُترجم الفكر العلمي المعرفي بصفته جوهر التقدم الحضاري الآدمي الإنساني، ويلاحظ هنا وعي الإطار المفهومي للفكر معرفة قرآنية، مؤطرًا بمفاهيم التعقل والتفكر والتدبر والتأمل والنظر، متكئة إلى مصدرية مؤصلة، وخصيصة منسقة، وقاعدية متسقة، مما يتيح للأمة جمعاء إعادة إنتاج الذات الحضارية، إنتاجًا روحيًا عقائديًا مُدْرَكًا، وإنتاجًا ماديًا تكامليًا، وإنْتَاجًا علميًا متخصصًا، وإنتاجًا معرفيًا شموليًا.
ونالت مداخلة الدكتور أسامة صالح اهتمامًا حواريًا لافتًا، وإشادة نخبوية تَعكس منتجات جامعة إربد الأهلية الثقافية العلمية المعرفية، بصفتها مؤسسة أكاديمية وطنية، تتبوأ مكانة تاريخية تأسيسية للتعليم الجامعي الأردني الخاص.