من يكسر عصا نتنياهو في دولاب الحل؟
كمال زكارنة
06-07-2024 10:54 AM
مرة اخرى يعرقل نتنياهو فرصة التوصل لاتفاق صفقة التبادل، ووقف الحرب على قطاع غزة،وربما تكون الفرصة الاخيرة ،بعد ان تعاملت المقاومة الفلسطينية ايجابيا مع مقترح التعديل الذي طلبه بايدن ،على بنود مقترح صفقة التبادل.
بدى نتنياهو للوهلة الاولى، انه يوافق على الصفقة بعد التعديل وموافقة الجانب الفلسطيني على التعامل معه بايجابية،وسادت حالة من التفاؤل،وخلال اقل من ساعة على اعلان المقاومة الفلسطينية تقبلها للتعديل ،اوفد نتنياهو رئيس الموساد الى الدوحة ،لكنه في نفس الوقت ادخل مرة اخرى عصاه الغليظة في دولاب المفاوضات ،ليوقف ويعرقل ويعيق ويمنع اي تقدم نحو الحل المقبول ،فلسطينيا وعربيا ،ويعيد الامور او يبقيها في المربع الاول.
رغم ان جميع اوساط الجيش الاسرائيلي ،والاجهزة الامنية الاسرائيلية ،والشارع الاسرائيلي ،والقوى السياسية في الكيان ،يوافقون على مقترح صفقة التبادل،ويدعون علنا وبقوة ،للتوصل الى اتفاق على اساس المقترح ،وتنفيذه فورا لاعادة الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة،الا ان نتنياهو ما يزال يعارض ويرفض التوصل للاتفاق ،بحجة اصراره على ان تحقق حربه على غزة اهدافها،وهو يعرف انه كمثل فريق كرة قدم تعرض لخسارة ثقيلة ،ويسعى الى الفوز في الوقت بدل الضائع خلال دقائق قليلة جدا،وهذا لن يتحقق.
ومن اجل افشال المفاوضات المرتقبة في الدوحة هذا الاسبوع،قام نتنياهو بتغيير تركيبة الوفد الاسرائيلي المشارك بها،حيث اشرك احد مساعديه "فالك" بالوفد،وابعد رئيس الشاباك ومسؤول ملف الرهائن،بسبب عدم ثقته بهما ،فهو يشك في نفسه قبل ان يشك بالاخرين.
قد يواصل نتنياهو سلوكه المانع للتوصل لاتفاق ،من خلال المراوغة والمناورة والتسويف والكذب، والتنقل بين الحبال واللعب عليها جميعها،وهو يتقن هذه الادوار والالاعيب،لاطالة امد المفاوضات والحرب ،الى حين اجراء الانتخابات الامريكية ،متوقعا فوز ترامب ،الذي يرى فيه حليفا اكثر قربا من بايدن،واسرع واسهل واكثر استجابة لطلبات نتنياهو من بايدن ، خاصة ان نتنياهو يعتبر ان دوربايدن انتهى.
من الصعوبة بمكان ان تتوفر او تتاح فرصة اخرى مثلما هي الان ،للتوصل الى اتفاق يعيد الاسرى ويوقف الحرب،واذا فشلت الجهود والوساطات الحالية ،فان الحل الوحيد للتوصل الى حل واتفاق ،هو ازاحة نتنياهو وزمرته من المشهد السيساسي الاسرائيلي،والاطاحة بحكومة اليمين الفاشية العنصرية في الكيان الغاصب،دون ذلك يعني استمرار الحرب وبقوة وشراسة اكثر، ومشاركة اكثر فاعلية على الجبهات الاخرى.
على الاسرائيليين ان يدركوا بأن نتنياهو يجر الكيان الى الدمار والخراب،وان هذا الكيان السرطاني في المنطقة،اقرب الى الزوال من القضاء على المقاومة الفلسطينية ،لان المقاومة لا يمكن ان تنتهي ما دام الاحتلال موجودا.
في ظل غياب واستبعاد جميع الخيارات عربيا ،باستثناء السياسية منها،فان بعض الدول العربية بامكانها تصديع و"فسقلة" الداخل الاسرائيلي ،وتغذية كل من هو ضد نتنياهو، في القيادات العسكرية والامنية والسياسية الاسرائيلية ،واسقاطه وازاحته تماما وتجريده من جميع مسؤولياته الحالية.