ارهقني تصريح رئيس وزراء العراق في خطاب اذاعته قناة العراقية الفضائية . وابرزته الصحف ووكالات الانباء كحدث يماثل طرق حذاء خروتشوف على منصة الخطابة في الامم المتحدة ... قال الرجل : ان الله والقدر اختار شعب العراق وحكومته ارضا ومحطة لمواجهة الارهابيين نيابة عن العالم والانسانية ..لم يرهقني الجمع بين الخالق والقدر .. فالقدر من صنع الله عز وجل وبأمره .. وألسنة السياسيين تزل في بعض الأحيان حينما يرتجلون .. فالمرحوم ياسر عرفات قال كلمة ( العدو الصهيوني ) بملء فمه في حديث منقول على الفضاء التلفزيوني . بعد الصلح مع اسرائيل .. وهرع مستشاروه للتصحيح .. فالرجل لم يقصدها .. كل ما في الأمر ان لسانه اعتاد عليها طوال خمسة وثلاثين عاما ونيف من الكفاح والنضال .. والاسرائيليون قبلوا الاعتذار لأن البعض منهم يتعمد زلة اللسان باكبر من زلة ابو عمار ... بحثت بما توفر لي من مراجع
عن اختيار الله عز وجل لعبيده من بني الانسانية .. انبياء وصديقين وعبادا صالحين .. ثم وجدت ان ابناء عمنا اليهود القدماء .. قد وثقوا باقلام احبارهم ( جمع حبر بفتح الحاء وتسكين ما بعدها ) قصة انتقائهم من قبل الرب كشعب مختار من بين شعوب الارض كافة .. كان الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر قد ناقش هذا الامر مع قداسة البابا شنوده خلال زيارته للبيت الابيض عام 1977 .. ولأن الحبر الاعظم للكرازة المرقصية متميز بالصراحة فقد اجاب سيد البيت الابيض بأن اليهود ليسوا شعب الله المختار ( في الوقت الحاضر ) فاذا كنا نعتقد انهم شعب الله المختار فمعنى ذلك اننا المسيحيين لسنا مختارين من الله بالمرة ... انتهى كلام الشاعر والصحفي السابق نظير جيد البابا حاليا . الذي منع رعيته من الحج الى بيت المقدس طالما هي تحت الاحتلال . فهو لايريدهم خونة للامة العربية وهم جزء من نسيجها ... ولم يزل القبطي يفضل العبادة في كنيسة فقيرة على الحج الى بيت المقدس .. وكان المغفور له باذن الله الملك الحسين ابن طلال قد سهل حج الاقباط الى القدس بجواز سفر جماعي ترتبه الكنيسة القبطية حتى بلغ عدد الحجاج حوالي خمسين الفا حينما كانت القدس المدينة الثانية في المملكة الاردنية الهاشمية بعد العاصمة عمان ..
ولأن العرب لم يصروا على اختيار الخالق لهم . وقد انزل القرأن الكريم بلسانهم .. ولم يدعي بوذا هذا الشرف ومثله ارباب مذاهب وديانات اخرى .. فأن تصريح فخامة صاحب الدولة نوري المالكي تشبيه ملغوم بين العراق و العراقيين وغيرهم من مخلوقات الله من البشر وبلدان البشر . واول ما ينصرف الذهن من قراءة التصريح الى تدوينات احبار اليهود الأولى .والى الشك بالتشبيه . فما يسمى بالارهاب ( وهو مصطلح حديث كان الاسرائيليون قد اطلقوا عليه لفظة التخريب والمخربين ) موجود في مناطق كثيرة من العالم .. من التاميل في سريلانكا الى الكوكلس كلان في امريكا مرورا بالباسك والالوية الحمراء والشيشان وافغانستان وبادر ماينهوف والالوية الحمراء وغيرها مما تاهت مصادره عني وانا احاول استبعاد الربط بين تقول المالكي على العزة الالهية .. واستغلال اليهود الاوائل لغزوات الفرس والرومان والفراعنة لأرض سوريا الطبيعية ليدونوا ارادة الرب باختيارهم شعبا له دون بني البشر .. ترى هل هي زلة لسان ؟؟؟