الثقة .. اختبار لنقاء قلوبنا
هبة الكايد
04-07-2024 12:44 PM
عندما يمنحنا أحدهم ثقته، فإنه يضع بين أيدينا كنزًا قيّما، وعندما نخون هذه الثقة فإننا لا نخسر فقط شخصًا، بل نخسر جزءًا من إنسانيتنا، فالثقة هي ركيزة أساسية في أي علاقة تجمعنا مع الآخرين، وهي التي تقودنا نحو الطمأنينة في هذا الزمن الصعب والغريب الذي بات يُباح به ما لا يجب أن يُباح.
خذلان الثقة يشبه تحطيم مرآة أو كسر قطعة من الزجاج، يمكننا أن نحاول إصلاحها، ولكن الكسور ستظل موجودة، أو أنها ستفقد بعض أجزائها الصغيرة، أي أن الشخص الذي خذلته لن يعود كما كان، سيحمل في قلبه جرحًا غائرًا، وسيكون من الصعب جدًا أن يعيد بناء الثقة مجددًا، لا معنا ولا حتى مع غيرنا، ونحن بذلك نكون قد دمّرنا علاقة ربما استغرقت سنوات من البناء.
ولنعلم أن وراء الثقة مسؤولية كبيرة، وأن خذلانها هو خذلان لأنفسنا قبل أن يكون خذلانا للآخرين، يجب أن نحترم من وثق بنا، وأن نُقدّر ما منحنا دونا عن غيرنا، فالثقة بمثابة الضوء الذي ينير لنا الطريق في ظلام العلاقات، بل هي ذلك الجسر الذي يعبر بنا إلى قلوب الآخرين إن صح التعبير، وعلينا أن نحرص على أن نكون دائمًا عند حسن الظن بنا، ولنكُن أمناء على هذا الكنز، ونتذكر أن كل خذلان هو خطوة إلى الوراء في رحلتنا الإنسانية، وأن كل حفظ للثقة هو بناء لفضاء وربما كوْن من الحب والأمل والعطاء.
وأخيرا، لا بد أن ندرك أن الثقة هي اختبار لنقاء قلوبنا وصدق مشاعرنا، وبفهمنا لها واحترامنا لقيمتها نبني عالمًا أجمل، مليئًا بالوفاء والصدق، عالمًا يحترم الإنسان ويقدر عمق مشاعره.