facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حراك انتخابي!


د. صبري ربيحات
04-07-2024 12:00 PM

في الاردن اليوم جدال وسجال وترويج وتنظير حول ما جرى ويجري في ملف الانتخابات النيابية المزمع أجراءها في سبتمبر القادم .على صفحات التواصل الاجتماعي وبواسطة تطبيقات الواتس والفيس والماسنجر يتبادل الاردنيون الاراء ويعبرون عن المواقف والاتجاهات حيال استراتيجيات الاصلاح او التحديث السياسي وكيفية تفاعل المؤسسات والافراد معها.

ارهاصات ما قبل الانتخابات فتحت شهية المئات من الإعلاميين والكتاب واصحاب المواقع الاخبارية والنشطاء ليرصدوا ويحللوا ويتحولوا الى خبراء ومنظرين ومحللين يقولون اراءهم ويقدمون تحليلاتهم عن كيفية تعاطي المجتمع والاحزاب مع الانتخابات على مستوى الدوائر المحلية والدائرة الوطنية.

في معظم دوائر المملكة الانتخابية اصبحت اسماء غالبية من عزموا الترشح معروفة لدى ابناء دوائرهم . فالبعض افصح عن نيته منذ اشهر والبعض الاخر يتهيئا ليكون جاهزا عند حلول موعد الترشح ...بالرغم من كل هذه الزلزلة والتزاحم الا ان المزاج الوطني العام منقبض وكئيب فلا بهجة تذكر ولا حماس ملموس ولا تفاؤل بحدوث تغيير.

لا اعرف اذا كان تردي الاوضاع الاقتصادية واستمرار الصمت العربي على اعمال الابادة للغزيين هي الاسباب الوحيد ام ان الناس وصلوا الى قناعة بان لا شيء جديد فيما تحمله الايام . من الواضح أن الانتخابات لا تأتي بجديد للمجتمع ولا تعني كثيرا لغير المتنافسين والراغبين في نيل نصيبهم من الامتيازات والشهرة التي يوفرها الفوز بمقعد نياب .

في قرى الاردن وبعض مدنه وفي بواديه يجد البعض في الانتخابات مناسبة لاستعراض قدراتهم وتأثيرهم في محاولة للتقرب او الكسب ممن يبحثون عن اعوان ومفاتيح تساعدهم على خلق هالة ووهم بانهم الاقرب الى الفوز .بسبب هذه الفئة يتولد احساس بوجود اهتمام فتسمع كلاما كثيرا عن الانتخابات وتحليلات لدرجة تجعلك تظن انها ستعقد غدا.

لغايات التعبئة والتسخين يولد البعض قصصا وروايات لشحن الأجواء فتزخر الفضاءات بقصص عن أشخاص قالوا بانهم عقدوا العزم للترشح و اخرين فكروا لكنهم صرفوا النظر و تسمع عن زيارات وولائم واجتماعات عائلية يخطب فيها المرشحون ويبثوا وعودهم . وتسمع اغاني خليجية كثيرة على شاكلة "سر بنا ....." وحي الاسود ....." واخرى اردنية " حنا كبار البلد ....واحنا كراسيها..."

الحديث عن صناديق العشائر نموذج ابتكره الاردنيون ليقولوا ان بمقدور العشائر القيام بادارة شؤونها لو شاءت ويعرفوا الجميع معنى الانتخابات النزيهة والشفافة.

من خلال هذه التجربة اثبتت العشائر ان بمقدورها إدارة انتخاباتها المحلية بكفاءة وقدرة تحقق الرضا عن الإجراءات الشكلية بدرجة لا تضاهى.

المشكلة في هذه الصناديق تكمن في الصراع بين ميول وعواطف المقترع وقناعاته فكثيرا ما تنقسم العشيرة على خطوط روابطها القرابية ان لم يكن هناك حوارات ونقاشات واسس وبرامج وتقيمات قبل الاقتراع الذي تجريه العشيرة.

الية الاقتراع داخل العشيرة اصبحت خاصية اردنية وربما انها الالية الاكثر مصداقية للفرز المنظم للمرشحين وهي تتفوق على كل ما يتلوها من اجراءات تؤديها المؤسسات الرسمية لان العشائر تعرف ابناءها وقد تحصن نفسها من تدخلات المال والنفوذ والترويج الذي قد يقدم صورة مصطنعة للمرشح يصعب على من لا يعرفه مسبقا التحقق منها.

مع غياب البرامج الموضوعية وغياب المساءلة وضعف تاثير المجالس النيابية على ما يجري اصبحت الكثير من العشائر الاردنية ترغب بأن يكون لها شريحة في كعكة المجلس القادمة حتى وان لم يكن ابنائها يتمتمتعون بالقدرات والمؤهلات التي يتوقع الناس توفرها فيمن يترشح.

في ظل القانون الانتخابي الذي يربط المرشح بجماعة ويحدد النجاج للقوائم الحاصلة على اعلى المجاميع ويختار المرشح الاعلى داخل القائمة ومع غياب الحديث عن القضايا والاولويات الوطنية بجرأة وانفتاح تتقلص الفوارق بين المرشحين وينتظر الجميع ضربة الحظ او الدفعة القوية او الاستفادة من تركيبة القائمة والتحايل على الشركاء لاختطاف الفوز الذي قد تحققه القائمة والصعود على اكتاف الشركاء.

على صعيد الاحزاب لا يزال العمل جاريا والامور قيد الدرس والمداولة لوضع اسس اصطفاء المرشحين وترتيبهم في القوائم.

حتى اليوم لا أحد يتوقع مجلسا يختلف عن المجالس السابقة بالرغم من وجود قوائم حزبية فالوجوه والتوجهات متقاربة والنهج مستمر وكثير من الاشخاص الذين دخلوا المعترك او انسحبوا منه استرشدوا بتوجيهات المطابخ القائمة على انضاج العملية بالصورة المرضية لمن وضعوا قواعدها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :