facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقوط الأقنعة والصمت الوضيع


د. نضال القطامين
04-07-2024 11:38 AM

تنحدر القيم في هذا العالم السخيف يوما بعد يوم، ويوماً بعد يوم، يكفر الناس بالكذبات الكبرى وبالحماقات الأكبر، وهم ملحدون جداً حيال التدليس، لكنّ الغبن الاكبر الذي أسقط كل الخرافات الديمقراطية، هي تلك المناظرة القبيحة بين مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة.

لقد تمادى المتناظران في صفق وجه الإنسانية بكل صلافة وتبجّح وافتخار، ولكأن مشاهد جثث الأطفال والنساء في طول غزة وعرضها، تتناثر في كوكب آخر، كوكبٍ بعيد جداً عمّا تسوقه الدول العظمى من الديمقراطية وحقوق الناس في العيش والحياة.

تكرّم بايدن على صوت المناهضين لحرب الإبادة في غزة، على كل الذين يقولون لا للدم والقتل والمجازر، تكرم وقال بأنه أوقف إرسال قنابل مارك التي تزن 2000 رطل لآلة الحرب الإسرائيلية، ولكأن بقية التراسانات المرسلة للجيش النازي لم تك سوى طرود طعام ودواء.

تنحدر القيم في هذا العالم الصامت السخيف يوما بعد يوم، يستذكر الناس في هذا الإنحدار زعامات للعالم لم تكن تقبل، على عنصريتها وانحرافها، بعشر هذه الجرائم، وكانت تقدم ولو ديكوراً، صوت العقل والحكمة في أول كلامها.

يمتلىء التاريخ بقادة عظام، نخبة من القادة الإستثنائيين الذي عبأوا كتاب التاريخ ببصمات عميقة، وخلّدوا مواقفهم على مسارات الحياة، وبالتناوب، فقد قرأنا في كتاب التاريخ ذاته، عن استعمارٍ بغيض مارسه العالم المتقدم على الشعوب التي ما كانت تملك من أمر السياسة شيئا وغفلت في سعيها للبحث عن الخبز، عن أحلام الحرية والإستقلال، فيما استمرأ المستعمرون هذا الإلتهاء وأمعنوا في سلب الناس قوتهم وتحررهم ووسائل انعتاقهم.

ولم يكتف الإستعمار الكريه بذلك وحسب، بل مارسوا على هذه الشعوب احتيالاً خبيثاً عبر دعوات صفيقة لمؤتمرات عن الإستقلال والحرية والديمقراطية، وإرسال منظمات مدنية ومسؤولين للتحدث عن ديمقراطيات كرتونية هلامية، في الوقت الذي يواظبوا فيه على تدخلات عميقة في السياسة والإقتصاد، استعمار مختلف لكنه أكثر خبثاً ومكراً ومخادعة.

اليوم تسقط كل الأقنعة اللئيمة، اليوم لا يرى العالم ولا أحراره سوى صمت وضيع عمّا يقترفه النازيون في غزة وغيرها، لا يمكن وصف المشهد المؤلم سوى أنه شريعة غاب وقتل ممنهج وموافق عليه، أمّا تشريد الأطفال والنساء والشيوخ والاحتلال ونهب الممتلكات وتدميرها دون رحمة ولا شفقة، فقد أضحى ورقة توت بالية كشفت عري الساسة الجدد، أولئك الذين تقطر من شفاههم دماء الأبرياء، ويوزعوا على العالم صفاقات سياسية مقيتة وبغيضة….





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :