المرأة الفلسطينية .. مصنع الرجال
معتز بالله عليان
03-07-2024 12:59 AM
المرأة الفلسطينية هي سيدة نساء الأرض، وبكل بساطة هي المدرسة التي يتخرج من بين أيديها الأبطال والمعلمون والمهندسون والأطباء والعمال، وقبل ذلك المقامون، المرأة الفلسطينية هي من صنعت التاريخ في الماضي، وتصنعه في الحاضر وفي المستقبل.
هي الأصالة المتجلية في جذورها كأشجار الزيتون، وجبالها الضاربة في عمق التاريخ، بل هي التاريخ نفسه. هي أم الشهيد الصابرة، هي مفتاح القدس ونوره، هي الأم والأخت والأسيرة والشهيدة والرفيقة هي الحياة بأكملها.
المرأة الفلسطينية هي التاريخ الفلسطيني الذي حفل بالمسيرة بكفاح شعبة وذلك من أجل التحرر ويناء الدولة المستقلة حيث قدمت في مسيرتها آلف الشهداء والجريحات والأسيرات، فهو ليس غريبا على المرأة الفلسطينية أن تكون في طليعة من يقدم الأرواح في معركة طوفان الأقصى، بل إن المرأة الفلسطينية هي مصنع الرجولة التي أنجبت المقاومين والشهداء وربّتهم على العزة والكرامة. إنها بكل فخر الأخت الداعمة التي تقف سندًا للمقاتلين الفلسطينيين، هي الحبيبة والزوجة التي تصبر وتناضل وتشد أزر زوجها، هي الشرارة الأولى التي انفجرت في وجه العدو، لتقاتل جنبًا إلى جنب في معركة النضال ضد الاحتلال الصهيوني.
لقد شاركت النساء الفلسطينيات في أولى الثورات الشعبية ضد الاحتلال البريطاني عندما تظاهره ما يقارب الربعين آلف مواطن في شوارع القدس بتاريخ السابع والعشرين من شباط عام 1920 واضحة وجلية، وهو ما جعلها مشاركة في الوفد الذي التقى المندوب السامي؛ مطالبًا بإلغاء "وعد بلفور".
لعبت المرأة الفلسطينية أدوارا كبيرة من خلال مسيرتها النضالية والتحررية، حيث كان قد ظهر للوجود عام 1921 أول اتحاد نسائي فلسطيني كان بقيادة زليخة الشهابي باعتبارها أحد أبرز وجوة العمل النسائي العربي والفلسطيني وذلك قبل إعلان قيام كيان الاحتلال الصهيوني بحوالي عَقدين من الزمن. لتطبع الشهابي مرحلة طويلة من العمل الوطني الفلسطيني لم تنتهِ بالمشاركة في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، لقد ساهمت المرأة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي في مقارعة المحتل سواء كان برا أو بحرا أو جوا، حيث سطاعه إحدى المناضلات الفلسطينيات الشهيدة دلال المغربي من تسطير أورع الملاحم البطولية حينما أعلنت "أول جمهورية مستقلة على أرضنا المحتلة لمدة ثلاث ساعات"، وشادية أبو غزالة هي أول شهيدة فلسطينية بعد نكسة عام 1967 ، وليلى خالد المناضلة الفلسطينية حينما خطفت أول طائرة مخاطبة حينها موشيه ديان، وقالت له: "هذه أرضي"
حيث خاضت المرأة الفلسطينية كافة أشكال النضال في ظل الاحتلال والحصار والتهجير والقمع والعنصرية، وسط صمت دولي رهيب.
لقد استطاعت المرأة الفلسطينية أن تضحي بالغالي والنفيس من أجل فلسطين سواء من خلال مشاركتها بأعمال فدائية ضد العدو الصهيوني أو من خلال تقديم أبنائها شهداء للوطن، حيث أثبت أنها بالفعل مصنع الرجال بمعني الكلمة، كما أن المرأة الفلسطينية التي لم تحظَ بالمشاركة في العمل النضالي المباشر لقد كان لها عمل آخر أثر في صمود الشعب الفلسطيني، وبنى أجيالًا تعرف جيدًا معنى الوطن، وتحمل قضيته على أعناقها دفاعًا عن أرضه.
تمثلت المرأة الفلسطينية في كونها الأم والزوجة والجَدة اللواتي كنّ حاميات لأسرهن في غياب الأب والزوج، سواء كان أسيرًا أم شهيدًا، وكانت تحمل المرأة الفلسطينية وتورث القصة وحكاية حب الوطن من جيل لجيل حتى لا ينسى الأرض، ويستمر النضال والإصرار على عودة الحق منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 م.
ماجستير صحافة وإعلام