سألت نفسي وانا استمع في قاعة انتظار مرضى لأسرة فيها امرأة لها ضحكة متدرجة اي تتصاعد الضحكة شيئا" فشيئا" وتعبر بها عن قلبها الضاحك: هل لكل منا حظ محدد زمنيا" من الضحك في اليوم؟ لا أدري فالمقادير سر في هذا الكون.
المهم انني لا احسدها على ضحكها فهي على سجيتها ودون تكلف ولا صاحبة ضحكة صفراء ولا ضحكة استهزاء بل طبيعية، وقلت لنفسي : كم تضحك انت في اليوم وخاصة ان اسمك بسام؟ دقيقة او اكثر او اقل؟ وهنا اتذكر المرحوم الدكتور فضل عباس الذي قال لي يوما" وقد عرف انني عابس فقال: ما رأيك ان نتبادل الأسماء فأصبح انت " عباس " وأنا "بسام " فضحكنا والحمد لله، وفي يوم سألني في شبابي المرحوم محمد خليفة: ما اسمك ؟ قلت بسام ، فقا : طيب يا اخي ابتسم.
لن ابرر عبوسي او عبوس غيري فالضحك ضرورة صحية لكنني افسر أمري لنفسي واقول: ما هو المفرح في حياتنا ؟ آلام البشر ومعاناتهم وتشردهم وقتلهم وتهجيرهم وظلمهم وفقرهم ؟ هل العالم كله في حالة مفرحة ام ان البشر يؤذي بعضهم بعضا" . حالات الفرح قليلة : زواج ، انجاب ، نجاح، عودة مسافر ، ترقية ، لكن المساحة الزمنية للعبوس للأسف هي الأكبر ، ومن هنا لا بد من اختراع الضحكة لتقليل مساحة العبوس ، وقد سمعت سيدة مصرية تقول لأخرى: اضحكي يا شيخة ما حدش واخد منها حاجة.
وفي صالة الانتظار ضحكتُ لامرأة كبيرة عصرية اللباس تنادي على ابنتها الكبيرة المشغول بهاتفها الذكي فلم ترد ، فما كان من الأم الا القيام بالتصفير فانتبهت البنت لتصفير امها !! ضحكت ولكنها كانت ضحكة ممزوجة باستغراب . ليس مهما" استغرابي المهم انني ضحكت . هل تضحكون ولو خمس دقائق في اليوم ؟ جربوا فهناك أندية في بعض الدول لممارسة الضحك الجماعي وهو ضحك بغير سبب بالطبع لا علاقة له بالضحك على اللحى ولا ضحك البائع على المشتري ولا ضحك المرشح على الناخب ولا ضحك الحكومات على الشعوب.. اضحكوا أضحك الله سنكم.