هذه شوارعنا تعج اليوم بالازمات الخانقة وزاخرة بدوريات المرور الراجلة والمحمولة برا والمعلقة جوا "الكاميرات " ومخالفات السير باتت شبحا يطارد السائقين وكابوسا مرعبا لهم اينما حلوا وارتحلوا واصبح المواطن ما بين فكي كماشة تكاليف النقل العام الباهظة واللامنتظمة ومخالفات السير المغلظة التي باتت تضجر الاصوات هذه الايام من كثرتها فمن رضي الله عنه وصل بمركبته الى مقصده اوعمله سالما من الحوادث ومعافى من المخالفات وبات آمنا في سربه ٠

حقيقة كنا نتمنى ان لانستخدم مركباتنا الخاصة الا للرحلات نهاية الاسبوع كما في لندن ودول اوروبا ودبي لطالما نتغنى بانظمتها ونستشهد بارتفاع قيمة مخالفات مرورها لكننا لسنا كتلك الدول التي اجور يوم واحد للعامل فيها تعادل دخل شهر كامل للعامل عندنا وتتوفر فيها شبكات النقل العام المنظمة وشبه المجانية وكذلك وجود مواقف عامة للمركبات في الاسواق والمناطق التي تشكل مقصدا رئيسا للمواطنين كدوائر الدولة الخدماتية وغيرها ٠

في الوقع ان الكثيرا من المركبات منتهية الترخيص لعدم قدرة اصحابها على دفع مخالفاتها وتكاليف ترخيصها ويبقى اصحابها ينتظروا الفرج على امل بصدور عفو عام بين سنة واخرى لعلهم ينجون من اعبائها وليس تجاهلا لقوانينها، ولكن نظرا لضيق ذات اليد وضنك معيشتهم وقلة مواردهم قياسا مع متطلبات واعباء حياتهم ويمكن الاستدلال على ذلك باحصائةالمركبات التي اعادت ترخيصها وتسجيلها بعد صدور العفو الملكي السامي خلال شهر اذار الماضي ٠

نعم استخدام المركبات في الاردن اصبحت مشقة ولم تعد ممتعة، واصبح دخول الاسواق ليس بالامر الهين ولا المسير على الطرقات أمرا يسيرا لطالما باتت مخالفات السير شبحا يطارد الجميع هنا وهناك ما بين الوجاهية والغيابية والكاميرات، ولا اعتراض على ذلك لطالما أوكلنا أمرنا لله..