facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عندما تصبح الوطنية مصدر دخل يكثر ويتكاثر الوطنيون


د. صالح المعايطة
01-07-2024 11:53 AM

*هناك 3 مفردات نستخدمهما ونرددها في سلوكياتنا اليومية وهي: ( الوطن ،والوطنية ، والمواطنة)،فكيف نفهمها ونعلمها للأجيال القادمة من خلال فلسفة الفكر والسلوك والتطبيق.

*البعض يقول ان الوطن هو بقعة من الأرض يعيش عليها مجموعة من البشر تربطهم مصالح وأهداف ومصير مشترك، وانا اقول ان الوطن هو منشآتنا الخدماتية وجامعاتنا ومدارسنا ووسائل النقل التي نستخدمها وغاباتنا وبيئتنا التي يجب ان نحافظ عليها ومياهنا التي يجب أن نرشد استهلاكنا لها....الخ .وصدق الشاعر عندما قال :(وطني لو شغلت بالخلد عنه نفسي نازعتني اليه في الخلد نفسي).

*اما الوطنية فهي ليست شعارات نرفعها في اوقات الرخاء بل هي أفعال نقدمها لخدمة الوطن وقت الشدة والتحديات والازمات ونقول كلنا اردنيون ونقول كلنا الاردن "قولا وفعلا" فهذا هو الانتماء الحقيقي للوطن .

*تبدأ المواطنة من البيت مع حليب الأم ورعاية الأب ومن المسجد من خلال القدوة الصالحة ، مرورا برياض الأطفال والمدارس والجامعات وصولا إلى مؤسسات الدولة للحفاظ على المكتسبات والانجازات التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد الأوائل الذين اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم ليكتبوا تاريخ الاردن بكلمات من ذهب ..لتستمر مسيرة العطاء والوفاء والولاء والانتماء للقيادة والوطن .

*الخوف على الوطن عندما تصبح الوطنية مصدر دخل حينها يكثر ويتكاثر الوطنيون الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على أنها مصالح وطن ،وهم بعيدون كل البعد عن الوطن ،فالوطنية فعل وليس انفعال وشتان بين الفعل والانفعال....اقولها وانا اتألم واقول اعانك الله يا وطني من كثرة المتسلقين على سلالم الوطنية...التي أصبحت تعاني من الإجهاد والتعب بسبب كثرة المتسلقين واصحاب الشعارات والمصالح الشخصية .

*اما المواطنة فهي فعل وليس انفعال...وهذا ما يجب تدريسه في مدارسنا وجامعاتنا كمساقات أكاديمية وتربوية، لأن إعداد الدولة يبدأ بإعداد وببناء الإنسان فكرا وعلما ومعرفة وعطاء من البيت، فالاوطان لا تبنى بالهتافات والشعارات في المناسبات الوطنية، فالانسان الذي يعبث بمقدرات الوطن ولا يهتم بكراسي الباص الذي يركبه، ولا يهتم بالقاعات الدراسية ويصفق عندما تتم الإساءة للوطن فهذا ليس مواطنا صالحا ولا يعرف ماهي الوطنية والمواطنة الصالحة.

*الوطنية والمواطنة الحقيقية هو ان نقرأ ملحمة الكاتب الداغستاني " حمزاتوف" عندما كتب كتاب "داغستان وطني"،حيث قال :
ان اهل داغستان كرماء يطعمون الضيف ويرحبون به من حله إلى ترحاله لكنهم عندما يغادر الضيف أرض داغستان يقولون له "اطرق نعليك حتى لا يعلق بهما من تراب وطني ..فشعب داغستان يجود بكل شيء إلا تراب الوطن الغالي الذي هو أعز ما لنا واغلى ما فينا)، فهذه هي الوطنية والمواطنة التي يجب أن نعلمها للأبناء والاحفاد ،ونقول للشباب انتم نصف الحاضر وكل المستقبل، فالاوطان وجود دائم والبشر وجود عابر ..

حمى الله الوطن وقيادته وجيشه وشعبة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :