مطالب اسرائيلية جديدة لافشال صفقة التبادل
كمال زكارنة
01-07-2024 11:37 AM
يواصل رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو اعاقة وعرقلة التوصل لاتفاق حول صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال،من خلال المراوغة والتسويف والمناورة والكذب والتهرب، وغيرها من الاساليب والحيل الملتوية ،وكان آخرها طرح مطالب جديدة تضمن السماح للاحتلال بطرح افكار جديدة على طاولة المفاوضات ،اهمها ،طلب نزع سلاح المقاومة ومغادرة قادتها خارج قطاع غزة.
جرأة حكومة الاحتلال بطرح هكذا مطالب ،سببها الموقف الامريكي الذي يمنحها التأييد المطلق ،والانحياز الامريكي الكامل للاحتلال،حتى اصبح البيت الابيض بمن فيه، ناطقا رسميا باسم حكومة نتنياهو ومتحدثا باسمها وذراعا اعلاميا لها.
يسعى البيت الابيض بكل ما يملك من قدرات وامكانات وتأثير، الى اجبار العالم على تصديق الكذب وتزييف الحقائق،من خلال تبني مقولة كاذبة هو اخترعها ولا اساس لها من الصحة،بأن المقاومة الفلسطينية هي التي ترفض وتعيق التوصل لاتفاق صفقة التبادل، وخاصة المقترح الاخير الذي اعلنه بايدن،في الوقت الذي اعلنت فيه المقاومة عشرات المرات وعلى الملأ انها تنظر بايجابية الى هذا المقترح، وسوف تتعامل معه بايجابية،فيما لم يصدر تصريخا واحدا عن حكومة الاحتلال، بأنها توافق على المقترح ،وانها على استعداد للتعامل معه.
من الواضح ان نتنياهو يراهن على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة،الذي طالب خلال مناظرة مع بايدن بترك اسرائيل تواصل حربها على غزة، لانها تريد استمرار الحرب للقضاء على المقاومة،فيما سبقه بايدن بالقول بان حماس هي التي تريد استمرار الحرب وليس اسرائيل.
تجاذب وتناقض بين الرئيسين الامريكيين الحالي والسابق،في السباق نحو الفوز ومن اجل كسب الصوت اليهودي في امريكا،والتقرب من اسرائيل.
المطلوب اظهار حقيقة الرفض الاسرائيلي للجهود التي تبذل من اجل التوصل لاتفاق صفقة التبادل،وهذا يتطلب توضيحا وافيا من الدوجة والقاهرة ،اللتان تقودان جهود الوساطة والعمل على بلورة هذا الاتفاق منذ البداية،وفضح الموقف الاسرائيلي وتكذيبه،حتى لا تنطلي على احد ،محاولات تضليل الرأي العام الدولي التي يقودها البيت الابيض لتبرئة اسرائيل من التعطيل والاعاقة للاتفاق،وتصبح الاكاذيب حقائق.
اذا تم طرح مطالب جديدة واضافية لمفاوضات صفقة التبادل،مثل نزع سلاح المقاومة ومغادرة قادتها قطاع غزة،فان المطلوب من المقاومة قلب الطاولة على الفور، ورفض طرح وبحث هذه المطالب وغيرها بالمطلق،لان هكذا مطالب تعني نسف المفاوضات من الالف الى الياء،واغلاق جميع الطرق المؤدية الى التفاوض.
ان طرح مثل هذه المطالب حاليا ،يتناقض تماما مع واقع الحرب على الارض،لان الحرب لم تنته بعد،ولم تحسم نتائجها ،ولم تحقق اسرائيل اهدافها ولا النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو دائما،لذلك فانها لا تستطيع فرض اي شرط او نتيجة مسبقة للحرب،وليس بمقدور اسرائيل ولا من حقها الحديث عن سلاح المقاومة ولا عن قادتها ،طالما الحرب مستمرة والنتائج والمخرجات الناجمة عن الحرب غير واضحة وغير محسومة ،ولا بد من التصدي لهذه المطالب والافكار والطروحات ورفضها بقوة.
المقاومة هي الطرف الفلسطيني الرئيس والوحيد والاساسي في هذه الحرب،لها موقفها وكلمتها ،ما دامت صامدة وتقاوم وتقاتل وتكبد العدو خسائر فادحة.
ولا يمكن السماح للعدو بان يحقق بالمفاوضات ما عجز عن تحقيقه في ارض المعركة،ونتائج ومخرجات المعركة يجب ان تكون لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على المديين القريب والبعيد.
حكومة الاحتلال على الصعيد الداخلي ،رغم كل ما يجري في الداخل الاسرائيلي ،فان الظروف لم تنضج بعد لتشكيل قيادة قوية للمعارضة الاسرائيلية ،تحظى بثقة وتأييد الشارع الاسرائيلي ،قادرة على الاطاحة بنتنياهو وحكومته.