كثيرا ما يقدم معلمو التوجيهي للطلاب -خصوصا في فترة الامتحانات الوزارية- ما يسمى "بالأسئلة المتوقعة". والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا اللفظ سليم؟ وماذا لو لم تأتِ تلم الأسئلة المتوقعة في الامتحان الوزاري؟ وما اللفظ السليم الذي استخدامه؟ دعونا نرى ذلك في هذا المقال.

يُعتبر التوجيهي من أهم المراحل التعليمية في حياة الطلاب، حيث يتطلب الاستعداد الجيد لحل امتحانات الوزارة التي تحدد مستقبلهم الأكاديمي. وفي هذا السياق، يلجأ كثير من معلمي التوجيهي لاستخدام عبارة "أسئلة متوقعة" في إعلاناتهم لأهداف عدة لا يتسع المقام لذكرها في هذا المقال.

لكني أرى أن لفظ "أسئلة متوقعة" لا يُعبر عن المعنى الصحيح إن كان هدف تلك الأسئلة تعزيز فهم الطلاب للمواد والتدريب على امتحان يحاكي النمط الوزاري. ذلك لأن مصطلح "متوقع" يعطي انطباعاً خاطئاً عند الطلاب؛ فكثيرا من طلاب التوجيهي للأسف يفسروها أنها الأسئلة الفعلية التي ستظهر في الامتحان الوزاري. وقد يتسبب هذا في إحباط الطالب الذي اعتمد عليها إن لم تأتِ بالامتحان الوزاري.

وأرى أن اللفظ الأكثر دقة ومناسبة هو "امتحان تجريبي" والذي يُعبر عنه أيضا باللغة الإنجليزية بمصطلح "mock exam". يعكس هذا المصطلح الفكرة الصحيحة أن الأسئلة المقدمة ليست بالضرورة نماذج للاختبار الفعلي، بل هي اختبار يحاكي النمط الوزاري ويساعد الطالب على تقييم مستواه وفهمه للموضوعات المختلفة قبل الاختبار الوزاري الفعلي.

لذا على الطالب أن يصوّب مفهومه للمصطلح المتداول "امتحان متوقع" وعليه أن يدرك أن هذه الامتحانات لن تظهر في الامتحان الوزاري بشكل مشابه 100%. كما ينبغي على الطالب أن يعلم أن السبيل للتفوق والنجاح هو فهم وحل أسئلة الكتاب والتمارين الإثرائية التي يزوده بها معلمه على مدار السنة.

وأنصح أيضًا المعلمين الفاضلين أن يستخدموا عبارة "امتحان تجريبي" كمصطلح أكثر دقة للتعبير عن هدف الامتحان الذي يعدوه للطلاب قبيل أو ليلة الامتحان الوزاري. هذا المصطلح يساعد في توضيح أن الأسئلة المقدمة ليست شبيهة بالامتحان الوزاري الفعلي، بل هي فقط تجارب لمساعدة الطلاب على التدرب وتقييم أدائهم والتحضير بشكل أفضل، إذ إن عبارة "امتحان متوقع" لا تتماشى دائمًا مع الواقع في الامتحانات الوزارية الفعلية.