بُنيّ الغالي:
كم أشتاق لتلك الأيام التي كنتَ فيها صغيرًا، تبحث عن دفء حضني وتجد في ابتسامتي ملاذك الآمن، كنتَ دائمًا بجانبي، تملأ البيت بضحكاتك البريئة وكلماتك العذبة التي كانت تبعث في قلبي السعادة، لكنني اليوم أشعر أنك تغيرت، وابتعدت عني شيئًا فشيئًا.
أدرك أن الحياة تأخذنا في مسارات مختلفة، وأنك تكبر وتتحمل مسؤولياتك الخاصة، لكنني أحتاجك يا بني، أحتاج حنانك القديم، أياما كنت تأتي إليّ لتروي لي تفاصيل يومك، وتبحث عن نصيحتي في كل صغيرة وكبيرة، أفتقد تلك اللحظات التي كنت تخشى فيها زعل والدتك وتحرص بكلماتك المتلعثمة على إضحاكها.
نعم بنيّ، اشتقت لتلك الأوقات التي كنت تملؤها بحبك واهتمامك قبل أن تكبر وتتغير، اشتقت لأيام كنت تجد في سعادتي سعادتك، وفي راحتي راحتك، عُد إليّ، فأنا ما زلت تلك الأم التي تحبك بلا شروط، والتي ستظل دائمًا تفتح ذراعيها لاستقبالك بكل ما في الكون من حب وحنان وأمل.
لا تنسَ يا عزيزي أنني هنا، أنتظر لحظة تجمعنا كالسابق
بكل حب واشتياق
"أمك"