نعم بدأت حكومة المتطرفين اليهود برئاسة نتنياهو بتهجير الفلسطينين طوعا او قسرا وفي الداخل الفلسطيني ضمن خطة ترانسفير ممنهجه تتبعها هذه الحكومة التي تتجاهل كل الانتقادات الناعمة للمجتمع الدولي لممارساتها المخلة بالامن الاقليمي والمخالفة للقانون الدولي بل راحت تشرعن التوسع الاستيطاني والاستيلاء على اراضي الفلسطينيين وقد اجازت مؤخرا قانون يحق لها السيطرة على مناطق تخضع للسلطة الفلسطينية اداريا.

اسرائيل الان تنتهج في الضفة الغربية نفس الاسلوب الاجرامي الذي تطبقه في غزة من حيث تدمير البنية التحتية من شوارع وشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والاتصالات وكذلك محاصرة المستشفيات وتدمير البيوت واصبحت كثيرا من الاحياء في المخيمات لاتصلح للسكن بل وهجرها اصحابها كما في مخيم جنين والفارعه ونور شمس ومناطق في اريحا وطولكرم وجنين والخليل اضافة الى بعض التجمعات السكنية في مناطق مختلفة والتي باتت تتعرض لهجمات المستوطنين واصبح الكثير من سكان الضفة يبحثون عن اماكن اخرى صالحة للعيش وفي داخل المدن الفلسطينية مما يهدد بمتغيرات ديموغرافية قسرية تحصل بالضفة الغربية وبالتالي فرض واقع ديموغرافي جديد قد تتلوه خطوات اخرى للتهجير.

والحقيقة ان الاردن يراقب كل هذه التحركات الاسرائيلية العسكرية والسياسية بحذر وقلق ويشعر ان اسرائيل وهذه الحكومة المتطرفة انما تتحدى وبشكل صارخ التحذيرات الاردنية رغم كل التطمينات الامريكية للاردن من تلك التحذيرات الا ان الجانب الامريكي لايؤمن وخاصة اذا ما حلت رئاسة جديدة لامريكا لو افترضنا انها بزعامة ترامب الذي وصف بالامس منافسه بايدن انه فلسطيني في اشارة منه الى رفضه بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين وانه سيكون جنديا في الخندق الاسرائيلي.

هذا الوضع المتدهور سياسيا وامنيا وديموغرافيا للسلطة الفلسطينية يقلق الاردن ويتطلب من الاردنيين ان يكونوا اكثر يقظة والتفافا حول قرارات بلدهم السياسية واكثرا تماسكا في جبهتهم الداخلية استعدادا لاي تطورات قادمة وخطيرة تتعلق بالمشروع الصهيوني لتهجير الفلسطينيين لطالما بدأت الخطوة الاولى من عملية التهجير لفلسطينيين باجبارهم قسرا او طوعا للنزوح الى داخل المدن الفلسطينية واصبح الخطر الاسرائيلي واضحا وصريحا ويستوجب الرد العربي والدولي الذي ينادي به الاردن الان.