facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملائكة يمشون على الأرض


م. مدحت الخطيب
29-06-2024 07:32 PM

حتى الشعور بالألم والجراح لديهم مختلف، حالهم كحال سيدنا إبراهيم. فلما تبين لقومه ضعف حالهم وكذب زعاماتهم ووهن قوتهم وانكسار هيبتهم وسوء فعلهم، وقلة حيلتهم في دفع حجج إبراهيم المتهادرة عنهم؛ إذ قد دحضت حجتهم، وبأن عجزهم، وظهر الحق، واندفع الباطل، عدلوا عندئذ إلى استعمال جاه ملكهم، وقوة بطشهم فقالوا: ﴿ حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ﴾
فأرادوا به كيدا، فأصبحوا هم المقيدون فأشعلوا نارا عظيمة وألقوه فيها، فانتصر الله لرسوله وقال للنار: كوني بردا وسلاما على إبراهيم، فلم ينله فيها أذى، ولم يصبه مكروه...
نعم ما نشاهده على شاشات التلفاز- يوما بعد يوم- في غزة هاشم وفلسطين يتطابق مع كرامات الأنبياء والمرسلين ولا يتجانس معنا كبشر مقصرين، فمن يصبر على هكذا جراح وقتل وتشريد وتهجير ليسوا من البشر فهم ملائكة يمشون على الأرض...
يوم أمس وقبل صلاة الظهر تعرض أحد أصابعي لجرح لم أكترث في بداية الأمر فالجرح لا يتجاوز (2 سم) قمت بتضميده وعمل الإسعافات الأولية وتركته حتى يجف، ولكن وعند الاستعداد للصلاة وجدت الجرح ما زال ينزف، فأعدت التنظيف مرة أخرى وخرجت إلى الصلاة، بعد أن أكمل الخطيب خطبة الجمعة والتي تحدث فيها عن الصبر ، ذهبت ومن باب الاحتياط إلى إحدى العيادات المجاورة القريبة لبيتي وعند معاينة الطبيب العام للجرح أقترح أن أذهب إلى مستشفى ليقوم طبيب مختص بالكشف عليها من باب الحرص،
و- بالفعل- ذهبت إلى المستشفى وتكرر المشهد في الطوارئ وطلب الطبيب هناك، طبيب عظام هكذا سياستهم قبل أي إجراء فالجرح قريب من الأعصاب والأوتار كما شرح لي ، انتظرت لساعة ولم يأت الطبيب (وهنا أتكلم عن مستشفى خاص كان الله في عون مراجعي المستشفيات الاخرى) عندها غضبت وانتقلت إلى مستشفى آخر، وبعد التسجيل والمعاينة الأولية حضر إلى الغرفة طبيبين اختصاص وممرض وبعد الكشف والمشاورات بينهم، ونقاشهم بين هل يتم خياطة الجرح أم يترك الجرح على حاله حتى يلتئم لقربه من الوتر والأعصاب وقد تؤثر خياطته على إغلاق الإصبع في المستقبل، فاتفقوا وبسبب استمرار الدم بالنزول على عمل غرزات جانبية وبالوسط بعيده ولن تؤثر مستقبلا وهذا ما حدث
...
بعدها عدت إلى البيت وقمت بمتابعة التلفاز وكانت الصور والأخبار المؤلمة تتحدث عن مجزرة الشجاعة فتذكرت أننا بشر لا نصبر على الألم والجراح البسيطة حتى وإن توفرت لنا كل الإمكانات العلاجية، وأنهم ملائكة يمشون على الأرض صبرهم كصبر الأنبياء والمرسلين

في الختام أقول لن يهزم قوم حبلهم مرتبط بالخالق القادر،
يكبرون وهم يستشهدون ويهللون ودمائهم تنزف، حتى وإن تقطعت أطرافهم وخيطت جراحهم بالعراء دون تخدير أو تعقيم هذا أن توفرت لهم أبسط الأدوات الجراحية للقيام بذلك ، صدقوني لن يخذل قوم علاجهم ودوائهم بيد الله وهذا هو الفوز العظيم والعلاج المكين.

Medhat_505@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :