التوتر الخفي للعلاقات بين "عمّان وواشنطن" سيعود في حال فوز ترامب (المتوقع)؛ نتيجة إلغاء إدارته المسابقة لحل الدولتين وتبني مبدأ "السلام مقابل السلام"، والذي أدى لتطبيع 3 دول عربية هي: الإمارات والبحرين والسودان لعلاقاتها مع إسرائيل، وسيؤدي إعادة انتخاب ترامب الى مزيد من إعلانات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. وبالتالي فإن عودة التوازن في العلاقات مع واشنطن مرهون بمدى الانحياز لإسرائيل ومصالحها على حساب دول المنطقة.
إنتخاب ترامب (المتوقع) سيؤجج (حالة الاندفاع) التي كانت تمارسه إدارته السابقة في تبنيها لوجهة النظر الإسرائيلية في إدارة الملف الفلسطيني والإلتفاف حول مفهوم حل الدولتين، والذهاب نحو بناء شبكة علاقات إسرائيلية عربية وإسلامية دون أن يكون هذا مرتبطا بالحقوق الفلسطينية، من منطلق قاعدة السلام مقابل السلام، وكما هو معلوم فقد مورس ضغط سابق على الأردن بخصوص موضوع الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودخلت دول خليجية على خط الرعاية الهاشمية للمقدسات، بما يمس الحق التاريخي للأردن في هذه الخصوص.
أما موضوع (المساعدات المالية والعينية للأردن) في إدارة ترامب، فكانت سابقا مرهونة بقرارات الأردن المتعلقة بخطة السلام الأميركية للشرق الأوسط (صفقة القرن)، ومدى تجاوب وموافقة الأردن عليها، وكان الضغط يمارس على الأردن من أجل القبول بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتوسيع الاستيطان وضم أراضي الأغوار، والتنازل عن حقوقه في القدس.
وخلاصة القول؛ فإن واقع الأمر للأردن لن يكون سهلاً في قادم الأيام، إلا إذا أعاد الديمقراطيون في آخر لحظة إستراتيجيتهم في ترشيح بايدن، حيث دعت (صحيفة نيويورك تايمز) يوم أمس الجمعة بايدن الى الإنسحاب عقب مناظرته مع ترامب؛ أو تدخلت الدولة العميقة هناك، وإلا فسيكون الأردن بحاجة إلى موقف "عربي" في مواجهة الاحتلال، ولن تكون إدارة ترامب نصيراً للعرب، بل أكثر انحيازاً واندفاعاً تجاه إسرائيل، مما يستدعي التحضير المسبق لموقف رسمي "عربي-إسلامي" داعم وصريح لمواقف الأردن القومية والعروبية؛ وحتى لايبقى الأردن (وحيداً) في المواجهة على خط النار.