facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الأقلية الصارخة" والشائعات المغرضة


فيصل تايه
29-06-2024 09:56 AM

للاسف ان بعض النفوس المليئة بالحقد والتخريب والفتنة، تحاول التسلل الى مجتمعنا والتأثير عليه من خلال زرع أمراض خبيثة في نفوس وعقول ابناء الوطن الواحد، ما يلزم تعاطينا الفوري جميعاً للقاح شامل فعال، بحيث نكون جميعاً أفراداً وجماعات أحزاباً ومنظمات وشخصيات سياسية واجتماعية جسم هذا الوطن، فإذا ما أردنا أن يظل هذا الجسم صحيحاً وقوياً ومعافى في كل أجزائه ومكوناته من كل هذه النوائب يتوجب علينا المحافظة عليه باستئصال أية خلايا ميتة أو فاسدة تسعى إلى العبث بأمنه واستقراره، وتحصينه بلقاح التماسك وحب الوطن والولاء والانتماء لترابه، ذلك اللقاح أنتجته ووفرته لنا أسس وتعاليم ديننا الحنيف، وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية ومبادئنا الوطنية.

اننا في هذه الأيام ونحن نعيش مجمل الظروف الاقليمية والدولية المتصاعدة، يجب علينا التصدي لأخطر وباء والأكثر شيوعا وتداولا وتناولاً في يومياتنا، والمسبوق بمادة دعائية قوية حيكت بخبث ولؤم وحقد، تسوّق بقوة لتراجيديا جاذبة ومشوقة تسحر المشاهد ليعيش الدور والاحداث الافتراضية بكل تفاصيلها المروية والمدوية، خاصة حينما تستخدم قصص ورويات ملفقة تستهدف الاردن ارضاً وقيادة وشعبا وتحاول المساس ببعض رموز البلد ورجالاتها، في ظاهرة خطيرة تسعى لقتل الروح المعنوية لدى المواطن وتحطيم كل ما في نفسه من عزيمة وثقة وولاء.

يجب ان نعي تماما اننا اليوم مستهدفون اكثر من اي وقت مضى ، فمن الملاحظ ان الأدوات الهجومية المغرضة ضد امننا واستقرارنا النفسي والمعنوي أعدت إعدادا جيدا من اجل القيام بمهمتها خير قيام ، فشكلت معلما بارزا وسط الكثير من السلبيات المجتمعية والتي من السهل فيها بث الدعايات المغرضة وقتل سلوك الأشخاص واستخدامها كأحد الأسلحة الرئيسية في الصراع من أجل البروز خاصة في اللعبة السياسة الداخلية ونحن مقبلون على استحقاق دستوري قادم .

ان التفاصيل التي تشهدها حياتنا اليومية الآمنة والمستقرة تحتاج منا العمل على صون تماسكنا والحفاظ تلاحمنا وتعاضدنا والاستمرار بنهج ديمقراطي ملؤه الصراحة والشفافية بعيدا عن تلفيق الأكاذيب المضللة التي لا تهدف إلا لإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ، عبر مفرقعات إعلامية بوسائل التواصل المتاحة وخاصة الالكترونية منها ، لتضليل الرأي العام وخلق أزمات مفتعلة ، بالايحاء أن لا سبيل إلى التغير إلا عبر التحريض بعيدا عن أي مبرر ذرائعي ، ودون الأخذ بالتحولات الإقليمية والدولية ، والتي فرضت واقعا جديدا يحتاج الى تكاتف كل الجهود الوطنية من اجل اعاده النهوض الاجتماعي والاقتصادي.

انا أقول ان لا بد من اتخاذ الإجراءات القانونية لملاحقة مروجي الاشاعات الهدامة التي تستهدف البلد ورجالاته ورموزه ، لذلك فمن يحاول استخدام اجناداتة المتلونة فلا بد من تطبيق التشريعات الجزائية التي تعاقب بوضوح تلك الأفعال ، ولا بد من تفعيل الإجراءات ليحاسب من يقوم بحملات تشويه سمعة البلد والمسؤولين واستهداف كل ما هو جميل ، ومحاسبة من يشيع ويروج للشائعات بأنواعها والتصدي للمحرضين على الكراهية بصورها وأشكالها كافة ، فمن حق المجتمع ان يعيش حياة كريمة آمنة مصان بها حرية التعبير ، والابتعاد عن ما تسمى إعلاميا بـ"الأقلية الصارخة"، ممن يحاولون قيادة الرأي العام، والتأثير فيه وبناء أجنداتهم الخاصة .

بقي ان اقول اننا بحاجة الى التوسع في إدخال مفاهيم التعامل الرشيد في مؤسسات ووسائل الدولة المختلفة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ، والدعوة إلى ميثاق وطني صريح يجد حداً للشائعات وملاحقتها وتعريه مروجيها كما سبق وتحدثت ، والتي مضمونها التدليس المستمر ، ذلك أن الكثيرين ممن يلبسون عباءة الوطنية المزيفة يستهويهم تلوين الوقائع وتحريفها في محاوله منهم انتهاج خط التشنيع الواضح باشاعاتهم وشغفهم الغريب ، والواقع إن بعض الكتاب وللأسف لا يجشمهم الكثير من العبء في تبني دلائل وقرائن مزيفة لما أوردوه في ادعاءاتهم ، فالبعض غرق في مستنقع الجهالة وحب البروز عبر "خطة مكتومة ملؤها الحقد والكراهية" دون البحث عن حقائق الأشياء في مكامنها ودون استيعاب أي نوع من العبث هذا الذي يمارس في تشويه الصورة الحقيقية لبلدنا ، ومن يسعى في هذا الأمر إلى نهاياته قد يرى حقيقة أمره وغلوه المفضوح ، وفي إشاعة كثير من زبد الأقاويل عبر جدل دعائي ما هو إلا سراب.

وأخيرا .. لنتقي الله في أنفسنا وننأى عن شرذمات مقيتة ، والابتعاد عن تأجيج الرأي العام وتحريض العامة لما هو منافي للسلوك الوطني، فالمعيار الحقيقي للمواطنة والانتماء هو بمقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن وليس بمقدار تحقيق المكتسبات على حساب الوطن، ولا ننسى قول رسولنا الكريم : " فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم".

والله المستعان





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :