facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




انسان غزة .. والطفل البطل


د.بكر خازر المجالي
29-06-2024 09:26 AM

بدأت حرب غزة ونحن نعيش اياما من اليأس والتشاؤم ، ونعتقد اننا امام نكبة جديدة تضاف الى نكبات الامة ، وبعد هذه الشهور والايام والليالي ، فان هذه الحرب أظهرت أن الأمة بدون عامل الصمود فانها لا تساوي شيئا ، وان الامة التي تنهار سريعا هي امة غير جديرة بالبقاء ، ولكي تستمر في البقاء ليها ان ترتدي ثوب الاستسلام وتضع كل الاقلام الا قلم لتوقيع اوراق الاستسلام.

ولكن أن يعود العربي ليلبس ثوب العزة والتضحيات فهذا هو الاستثناء الان ، وهو التطور الدراماتيكي في هذا الزمن ، الذي اعاد كل الحسابات وأدخل عوامل النصر والتفوق في وجه الغطرسة والعدوان.

هذا ما فعلته غزة الفلسطينية ، وهذا ما رسمه انسان غزة للعرب وللعالم بأن لا فشلا ولا هزيمة مع الصمود ، وان الصمود لا يقاس بوزن القذيفة مهما كان والذي يتلاشى امام وزن الايمان والثقة والعقيدة والعزم بأن النصر مزروع في الارض وعلينا ان لا نغادرها .

وصورة النصر في ابسط حالاتها هي صورة اطفال غزة ، الذين في معظمهم لا يريدون ان يكون هناك فاصل بين لحم ارجلهم وتراب ارضهم ، يسيرون حفاة وكأن هذا عهد مكتوب بين لحوم اجسادهم وتراب الارض ، لا تغادر محياهم البسمة والضحكة ، ولا تنازلوا عن عزة النفس وكرامتها ، بل اظهروا صورا من الكرم وايثار الغير وهم في حاجة وعوز،

الطفال يقدمون لوحة من النصر القادم ، لا يعرفون الا ارضهم ، ولا تعني لهم كل مغريات الدنيا ، يصنعون ويبيعون ويتاجرون وهم في وسط مأساة اصبح المعتقد لديهم انها تحولت لتكون مأساة للعدو ، وان كل الاتهم ووسائل التدمير لا أثر لها في بنائهم المعنوي وصمودهم الاسطوري ، ويذكرنا بمقاومة لال نهرو غاندي للانجليز الذي لم يطلق رصاصة واحدة ولم يتجاوز سلاحه العصا والتي قال عنها اخيرا : " قد أخجلت بنادقهم "

وضحكات اطفال غزة ، وتقاسيم وجوه تشتاق الى حفنة ماء ، وأقدامهم المزروعة في الرمل ، هي قصة النصر القادم وهي الفوز العربي وهي قهر للعدو وتمريغ لجبروته ومسخا لظلمه .

من غزة التاريخ ومن عند هاشم والامام الشافعي سيبزغ الفجر الذي بدأت شمسه بالصعود من الاديم لتبسط اشعتها قريبا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :