عمون - في خضم اشتعال الساحة الفلسطينية وانشغالها بالحرب على غزة، هزت حادثة الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، حيث أقدمت فتاة فلسطينية في مدينة طولكم قبل أيام على إنهاء حياتها، بعد أن تعرضت للتنمر من قبل زميلاتها في المدرسة، فيما طالبت عائلتها بمحاسبة المتورطين بالتنمر عليها وإقالة مسؤولين في مدرستها.

وكانت الشرطة الفلسطينية أعلنت، يوم الخميس الماضي، العثور على فتاة، 15 عامًا، متوفية داخل منزلها في مدينة طولكرم، وبأنها باشرت إجراءات البحث والتحري لمعرفة ملابسات وفاة الفتاة.

الأحداث المشتعلة في غزة منعت هذه القضية من الانتشار رغم بشاعتها وقسوتها، حيث كشفت عائلة الفتاة "م.ب" في بيان أن ابنتهم أنهت حياتها في غرفتها "نتيجة لما تعرضت له من عمليات تنمر وسخرية مستمرة من زميلات لها في المدرسة كونها مصابة بمرض البهاق الجلدي".

وبعد انتشار خبر وفاة الطالبة نشرت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه للفتاة وهي تتعرض للضرب وخلع الحجاب قرب مدرستها، ولم يتسن التأكد من صحة الفيديو بعد.

حيث طالبت عائلة الفتاة في بيانها بمحاسبة المتورطين في الاعتداء على ابنتهم في المدرسة ومن قام بتسجيل الفيديو ونشره، كما طالبوا أيضا بإقالة مديرة المدرسة والمرشدة التربوية.

وزارة التعليم تتدخل
من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في بيان أنها "تتابع قضية انتحار طالبة مدرسة في طولكرم؛ وتشكيل لجنة تقصي حقائق مع التأكيد على أنه ستتم متابعة ما سيصدر عن اللجنة من نتائج".

وأكدت أنه بناء على نتائج التي ستتوصل لها اللجنة سيتم "اتخاذ الإجراءات اللازمة".

وقالت عائلة الفتاة إن "ابنتنا ، ابنة الخمسة عشر ربيعًا، كانت ضحية عادات دخيلة على مجتمعنا، وضحية عدم المسؤولية التربوية والتعليمية، التي إن لم تعالج بشكل جدي سيكون هناك حالات أخرى مشابهة لا قدر الله".
‎

وأضافت العائلة في بيانها: "منذ متى نسخر من بعضنا البعض لحالة مرضية أو للون أو لعرق، ‎منذ متى والتنمر أصبح نهجًا بين أبنائنا وبناتنا يقللون من شأن البعض بسبب ظروف لا دخل لهم بها وكانت قدرًا من الله عليهم".

تنمر بعد الوفاة
القضية لم تتوقف هنا فقط، حيث نشرت فتاة مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسخر فيه من إنهاء الطالبة " م. ب" لحياتها.

وفي هذا السياق، قالت العائلة في بيانها: "لنتفاجأ بعدها بإحدى الفتيات تخرج علينا بفيديو لا يمت للأدب والتربية ولا حتى الإنسانية، تسب وتشتم ابنتنا التي لم تسلم منهن حتى وهي بين يدي الله!".

لكن عائلة هذه الفتاة التي نشرت الفيديو، نشرت بيانًا على لسان والدها تؤكد فيه اعتذارها لعائلة الطفلة ، وكذلك توجه وفد من العائلة إلى عائلة البيطار وقدموا اعتذارًا لهم بشكل مباشر.

لكن عائلة البيطار أكدّت في بيانها اليوم "التمسك بكافة حقوق ابنتهم حتى لا تتكرر تلك الحادثة الأليمة مع طفلة أخرى، مطالبة ‎بمحاسبة جادة وفعلية لكل من كان له بيد بأذية ذلك القلب والروح البريئة".

كما أكدت العائلة أنها "لن تتهاون مع كل ما تسولّ له نفسه بالحديث والخوض وتداول أي معلومات خاطئة وغير صحيحة بخصوص ابنتنا ، وسيعرّض نفسه للمساءلة والمحاسبة القانونية والعشائرية وما يترتب عليها".

العربية نت