باتت الحكومات لدينا،حكومات تصريف أعمال،ودفع رواتب،وتحصيل اثمان طوابع،ولم تعد قادرة على الابداع،وكأنها مصابة بكساح الدجاج دون سبب مفهوم.
ليس أدل على ذلك من عجز الحكومة الحالي، في قضايا كثيرة، أبرزها ملف السياحة في الأردن،والذي يسمع من قطاع السياحة في العقبة والبترا، يعرف انهم في اسوأ حالاتهم،ويعانون أشد المعاناة،وكأن الدنيا اطبقت على رؤوسهم.
وزيرة السياحة وطواقمها العتيدة، فوق الأرض، لايفعلون شيئاً لمحاولة استقطاب السياحة الى الأردن خلال الصيف المقبل، خصوصاً في ظل تضرر دول عربية مثل مصر وسوريا ولبنان.
الأردن في هذه الحالة بامكانه استقطاب كل السياحة الخليجية والعربية، بدلا من هذه الدول، والاردن ايضاً تضرر من غزوات الداخلية والزرقاء ووسط البلد،غير انه يبقى الاكثر امناً من هذه الدول،وهي لحظة تاريخية،هرمنا في شرحها.
لم تبذل الوزيرة اي جهد لاطلاق حملات الترويج للاردن،وللاستفادة من هكذا وضع،وكأنها غارقة في العسل،باعتبار ان الدنيا في احسن حالاتها، ولم تبحث عن تمويل لاي خطط، ولم تسع لاستعادة السياحة الغربية ايضاً.
اجوبة الحكوميين سهلة دوماً.لامال لدينا لا امكانات.المنافسة صعبة الوقت غير كافٍ. وضع الاقليم متدهور.
الى آخر هذه المعزوفات التقليدية،التي تقول لك من جهة اخرى ان لا حاجة اذاً لوزارة السياحة، ولا لوزير،ولا لتلك الطواقم المجنزرة، ونصف المجنزرة.
هذه احدى ابرز اخطاء الحكومة، فالوزيرة الحالية تصلح لوزارة اخرى،غير السياحة، وهذا عائد لتقييمات من يعرفون في المؤهلات والخبرات،وفي تفاصيل التوصيف الوظيفي لهكذا مواقع.
اللافت للانتباه ان الحكومات لدينا باتت تتعرقل بملابسها،وكان الاحرى بالحكومة ان تجلس منذ فترة مبكرة لتضع خطة كبيرة للسياحة في الاردن،خصوصاً في الصيف المقبل،من حيث الترويج في الاعلام العربي،وغير ذلك من وسائل.
بقي على سياحة الصيف بضعة أسابيع، ومازلنا ندور حول انفسنا، ولا احد يريد ان يشتغل لهذا البلد، ولا احد لديه القدرة على انعاش اقتصاد هذا البلد، وكل مانخشاه ان نصحو فإذا بنا مثل معيد القريتين،لا نحن مع الثائرين، ولانحن مع السياح المستمتعين.
غفوة الحكومات في العسل، تذكرنا بغفوة أهل الكهف، مع فرق بسيط، إذ ان الغفوة الأولى مستمرة، والثانية كان لها حد ونهاية.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)