لقد ناقش مجتمع التكنولوجيا منذ فترة طويلة التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي. لقد تم ذكر أتمتة الوظائف، وانتشار الأخبار المزيفة، وسباق التسلح الخطير للأسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، باعتبارها من أكبر المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي.

1. الافتقار إلى شفافية الذكاء الاصطناعي وقابلية الشرح
قد يكون من الصعب فهم نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، حتى بالنسبة لأولئك الذين يعملون مباشرة مع التكنولوجيا. ويؤدي هذا إلى الافتقار إلى الشفافية بشأن كيفية وسبب توصل الذكاء الاصطناعي إلى استنتاجاته، مما يخلق نقصًا في تفسير البيانات التي تستخدمها خوارزميات الذكاء الاصطناعي، أو لماذا قد تتخذ قرارات متحيزة أو غير آمنة. وقد أدت هذه المخاوف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير، ولكن لا يزال هناك طريق طويل قبل أن تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي الشفافة ممارسة شائعة.

2. فقدان الوظائف بسبب أتمتة الذكاء الاصطناعي
تعد أتمتة الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصدر قلق ملح حيث يتم اعتماد التكنولوجيا في صناعات مثل التسويق والتصنيع والرعاية الصحية. بحلول عام 2030، يمكن أتمتة المهام التي تمثل ما يصل إلى 30% من ساعات العمل حاليًا في الاقتصاد الأمريكي - مع ترك الموظفين السود والأسبان بشكل خاص عرضة للتغيير - وفقًا لماكينزي. حتى أن بنك جولدمان ساكس يشير إلى أن 300 مليون وظيفة بدوام كامل يمكن فقدانها بسبب أتمتة الذكاء الاصطناعي. السبب وراء انخفاض معدل البطالة لدينا، والذي لا يشمل في الواقع الأشخاص الذين لا يبحثون عن عمل، هو إلى حد كبير أن وظائف قطاع الخدمات ذات الأجور المنخفضة قد تم إنشاؤها بقوة بواسطة هذا الاقتصاد. ومع صعود الذكاء الاصطناعي، "لا أعتقد أن هذا سيستمر".

وبما أن روبوتات الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر ذكاءً وأكثر براعة، فإن نفس المهام سوف تتطلب عددًا أقل من البشر. وبينما تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، فإن العديد من الموظفين لن يتمتعوا بالمهارات اللازمة لهذه الأدوار التقنية ويمكن أن يتخلفوا عن الركب إذا لم تقم الشركات بتحسين مهارات القوى العاملة لديها.

"إذا كنت تقلب البرغر في ماكدونالدز ويأتي المزيد من الأتمتة، فهل ستكون إحدى هذه الوظائف الجديدة مناسبة لك؟" قال فورد. "أم من المحتمل أن الوظيفة الجديدة تتطلب الكثير من التعليم أو التدريب أو ربما حتى المواهب الجوهرية - مهارات التعامل مع الآخرين القوية أو الإبداع - التي قد لا تمتلكها؟ لأن هذه هي الأشياء التي، على الأقل حتى الآن، أجهزة الكمبيوتر ليست جيدة جدًا فيها.حتى المهن التي تتطلب شهادات عليا وتدريبًا إضافيًا بعد التخرج من الجامعة ليست محصنة ضد إزاحة الذكاء الاصطناعي.وكما أشار الخبير الاستراتيجي التكنولوجي كريس ميسينا، فإن مجالات مثل القانون والمحاسبة مهيأة لاستحواذ الذكاء الاصطناعي. وفي الواقع، قال ميسينا، ربما يتم القضاء على بعض منهم. الذكاء الاصطناعي له بالفعل تأثير كبير على الطب. وقال ميسينا إن القانون والمحاسبة هما التاليان، حيث يستعد الأول لإجراء "هزة هائلة".وقال فيما يتعلق بالمجال القانوني: "فكر في مدى تعقيد العقود، وتعمق وفهم ما يلزم لإنشاء هيكل مثالي للصفقة". "هناك الكثير من المحامين الذين يقرؤون الكثير من المعلومات - مئات أو آلاف الصفحات من البيانات والمستندات. من السهل حقًا تفويت الأشياء. لذا فإن الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بالقدرة على التمشيط وتقديم أفضل عقد ممكن بشكل شامل للنتيجة التي تحاول تحقيقها من المحتمل أن يحل محل الكثير

3. التلاعب الاجتماعي من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي
يمثل التلاعب الاجتماعي أيضًا خطرًا على الذكاء الاصطناعي، لقد أصبح هذا الخوف حقيقة واقعة مع اعتماد السياسيين على المنصات للترويج لوجهات نظرهم، ومن الأمثلة على ذلك فرديناند ماركوس الابن، الذي يستخدم جيش تيك توك للاستيلاء على أصوات الفلبينيين الأصغر سنا خلال انتخابات الفلبين عام 2022.
TikTok، وهو مجرد مثال واحد على منصة التواصل الاجتماعي التي تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يملأ خلاصة المستخدم بالمحتوى المتعلق بالوسائط السابقة التي شاهدها على النظام الأساسي. وتستهدف انتقادات التطبيق هذه العملية وفشل الخوارزمية في تصفية المحتوى الضار وغير الدقيق، مما يثير مخاوف بشأن قدرة TikTok على حماية مستخدميه من المعلومات المضللة.

أصبحت وسائل الإعلام والأخبار عبر الإنترنت أكثر غموضا في ضوء الصور ومقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ومغيرات الصوت التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي، فضلا عن التزييف العميق الذي يتسلل إلى المجالات السياسية والاجتماعية. تسهل هذه التقنيات إنشاء صور أو مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية واقعية أو استبدال صورة شخصية بأخرى في صورة أو مقطع فيديو موجود. ونتيجة لذلك، أصبح لدى الجهات الفاعلة السيئة وسيلة أخرى لتبادل المعلومات المضللة والدعاية الحربية، مما يخلق سيناريو كابوس حيث قد يكون من المستحيل تقريبا التمييز بين الأخبار الموثوقة والأخبار الخاطئة.

4. المراقبة الاجتماعية بتقنية الذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى تهديدها الوجودي، تركز فورد على الطريقة التي سيؤثر بها الذكاء الاصطناعي سلبًا على الخصوصية والأمن. ومن الأمثلة البارزة على ذلك استخدام الصين لتكنولوجيا التعرف على الوجه في المكاتب والمدارس وأماكن أخرى. إلى جانب تتبع تحركات الشخص، قد تكون الحكومة الصينية قادرة على جمع بيانات كافية لمراقبة أنشطة الشخص وعلاقاته وآرائه السياسية.مثال آخر هو أن أقسام الشرطة الأمريكية تتبنى خوارزميات الشرطة التنبؤية لتوقع مكان حدوث الجرائم. المشكلة هي أن هذه الخوارزميات تتأثر بمعدلات الاعتقال، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على مجتمعات السود. ثم تضاعف إدارات الشرطة تضييق الخناق على هذه المجتمعات، مما يؤدي إلى الإفراط في ضبط الأمن والتساؤلات حول ما إذا كانت الديمقراطيات التي تعلن نفسها قادرة على مقاومة تحويل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح استبدادي.

وقال فورد: “الأنظمة الاستبدادية تستخدمه أو ستستخدمه”. "السؤال هو: ما مدى غزوها للدول الغربية والديمقراطيات، وما هي القيود التي نضعها عليها؟"5. الافتقار إلى خصوصية البيانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إذا كنت قد جربت روبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي أو جربت مرشح الوجه المدعم بالذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت، فسيتم جمع بياناتك - ولكن إلى أين تذهب وكيف يتم استخدامها؟ غالبًا ما تجمع أنظمة الذكاء الاصطناعي البيانات الشخصية لتخصيص تجارب المستخدم أو للمساعدة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها (خاصة إذا كانت أداة الذكاء الاصطناعي مجانية). قد لا تعتبر البيانات آمنة حتى من المستخدمين الآخرين عند تقديمها إلى نظام الذكاء الاصطناعي، حيث أن إحدى حوادث الأخطاء التي حدثت في ChatGPT في عام 2023 "سمحت لبعض المستخدمين برؤية العناوين من سجل الدردشة لمستخدم نشط آخر". على الرغم من وجود قوانين لحماية المعلومات الشخصية في بعض الحالات في الولايات المتحدة، إلا أنه لا يوجد قانون فيدرالي واضح يحمي المواطنين من الأضرار التي يتعرض لها خصوصية البيانات والتي يتعرض لها الذكاء الاصطناعي.

6. التحيزات بسبب الذكاء الاصطناعي
الأشكال المختلفة من تحيز الذكاء الاصطناعي ضارة أيضًا. وفي حديثها لصحيفة نيويورك تايمز، قالت أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة برينستون، أولغا روساكوفسكي، إن تحيز الذكاء الاصطناعي يتجاوز الجنس والعرق. بالإضافة إلى البيانات والتحيز الخوارزمي (وهذا الأخير يمكن أن "يضخم" الأول)، يتم تطوير الذكاء الاصطناعي من قبل البشر - والبشر متحيزون بطبيعتهم.آي. وقال روساكوفسكي: "الباحثون هم في المقام الأول أشخاص من الذكور، ينتمون إلى فئات سكانية عرقية معينة، والذين نشأوا في مناطق اجتماعية واقتصادية عالية، وفي المقام الأول أشخاص من دون إعاقات". "نحن مجموعة سكانية متجانسة إلى حد ما، لذا فإن التفكير على نطاق واسع في قضايا العالم يمثل تحديًا."قد تفسر التجارب المحدودة لمبدعي الذكاء الاصطناعي سبب فشل الذكاء الاصطناعي في التعرف على الكلام في كثير من الأحيان في فهم لهجات ولهجات معينة، أو لماذا تفشل الشركات في النظر في العواقب المترتبة على قيام روبوت الدردشة الذي ينتحل شخصية شخصيات سيئة السمعة في تاريخ البشرية. وينبغي للمطورين والشركات توخي المزيد من الحذر لتجنب إعادة خلق التحيزات والأحكام المسبقة القوية التي تعرض الأقليات للخطر.

7. عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية نتيجة للذكاء الاصطناعي
إذا رفضت الشركات الاعتراف بالتحيزات المتأصلة في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فقد تعرض مبادرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للخطر من خلال التوظيف المدعوم بالذكاء الاصطناعي. إن فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه قياس سمات المرشح من خلال تحليلات الوجه والصوت لا تزال ملوثة بالتحيزات العنصرية، مما يعيد إنتاج نفس ممارسات التوظيف التمييزية التي تدعي الشركات أنها تتخلص منها.ويشكل اتساع فجوة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي الناجمة عن فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي سببا آخر للقلق، حيث يكشف عن التحيز الطبقي لكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي. شهد العمال الذين يؤدون المزيد من المهام اليدوية والمتكررة انخفاضًا في الأجور بنسبة تصل إلى 70% بسبب الأتمتة، مع بقاء العاملين في المكاتب والمكاتب دون تغيير إلى حد كبير في المراحل المبكرة للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن الزيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي تؤثر بالفعل على الوظائف المكتبية، مما يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأدوار التي قد تكون أكثر عرضة للأجور أو فقدان الوظيفة من غيرها.
إن الادعاءات الجارفة بأن الذكاء الاصطناعي قد تغلب بطريقة أو بأخرى على الحدود الاجتماعية أو خلق المزيد من الوظائف، تفشل في رسم صورة كاملة لتأثيراته. من الضروري مراعاة الاختلافات على أساس العرق والطبقة والفئات الأخرى. وبخلاف ذلك، فإن إدراك كيف يفيد الذكاء الاصطناعي والأتمتة بعض الأفراد والمجموعات على حساب الآخرين يصبح أكثر صعوبة.

8. إضعاف الأخلاق وحسن النية بسبب الذكاء الاصطناعي
جنبا إلى جنب مع خبراء التكنولوجيا والصحفيين والشخصيات السياسية، حتى الزعماء الدينيين يدقون ناقوس الخطر بشأن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. في اجتماع الفاتيكان عام 2023 وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام لعام 2024، دعا البابا فرانسيس الدول إلى إنشاء واعتماد معاهدة دولية ملزمة تنظم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي.وحذر البابا فرانسيس من إساءة استخدام قدرة الذكاء الاصطناعي، و"إصدار تصريحات تبدو للوهلة الأولى معقولة ولكنها لا أساس لها من الصحة أو تنم عن تحيزات". وشدد على أن هذا يمكن أن يعزز حملات التضليل وانعدام الثقة في وسائل الإعلام والتدخل في الانتخابات وأكثر من ذلك - مما يزيد في النهاية من خطر "تأجيج الصراعات وإعاقة السلام".إن الارتفاع السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية يعطي هذه المخاوف أهمية أكبر. لقد قام العديد من المستخدمين بتطبيق التكنولوجيا للتخلص من المهام الكتابية، مما يهدد النزاهة الأكاديمية والإبداع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي المتحيز لتحديد ما إذا كان الفرد مناسبًا لوظيفة أو رهن عقاري أو مساعدة اجتماعية أو لجوء سياسي، مما يؤدي إلى احتمال حدوث ظلم وتمييز، كما أشار البابا فرانسيس.وقال: "إن القدرة البشرية الفريدة على الحكم الأخلاقي واتخاذ القرار الأخلاقي هي أكثر من مجرد مجموعة معقدة من الخوارزميات". "ولا يمكن اختزال هذه القدرة في برمجة الآلة."

9. الأسلحة المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
وكما هو الحال في كثير من الأحيان، تم تسخير التقدم التكنولوجي لأغراض الحرب. عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، يحرص البعض على القيام بشيء حيال ذلك قبل فوات الأوان: في رسالة مفتوحة عام 2016، عارض أكثر من 30 ألف فرد، بما في ذلك باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، الاستثمار في الأسلحة المستقلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.وكتبوا: "السؤال الرئيسي للبشرية اليوم هو ما إذا كان يجب بدء سباق تسلح عالمي للذكاء الاصطناعي أم منعه من البدء". "إذا مضت أي قوة عسكرية كبرى قدما في تطوير أسلحة الذكاء الاصطناعي، فإن سباق التسلح العالمي أمر لا مفر منه تقريبا، ونقطة النهاية لهذا المسار التكنولوجي واضحة: الأسلحة المستقلة سوف تصبح بنادق كلاشينكوف الغد."لقد أتى هذا التوقع بثماره في شكل أنظمة أسلحة فتاكة ذاتية التحكم، والتي تحدد الأهداف وتدمرها بنفسها مع الالتزام ببعض اللوائح. بسبب انتشار الأسلحة القوية والمعقدة، استسلمت بعض أقوى دول العالم للقلق وساهمت في حرب باردة تكنولوجية.ويشكل العديد من هذه الأسلحة الجديدة مخاطر كبيرة على المدنيين على الأرض، لكن الخطر يتضخم عندما تقع الأسلحة المستقلة في الأيدي الخطأ. لقد أتقن المتسللون أنواعًا مختلفة من الهجمات السيبرانية، لذلك ليس من الصعب تخيل جهة فاعلة ضارة تتسلل إلى الأسلحة المستقلة وتحرض على نهاية العالم المطلقة.

إذا لم تتم السيطرة على المنافسات السياسية والميول المثيرة للحرب، فقد ينتهي الأمر بتطبيق الذكاء الاصطناعي بأسوأ النوايا. يخشى البعض أنه بغض النظر عن عدد الشخصيات القوية التي تشير إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي، فإننا سنستمر في دفعه إلى الأمام إذا كان هناك أموال يمكن جنيها.العقلية هي: إذا كان بإمكاننا القيام بذلك، فيجب أن نحاول ذلك؛ قال ميسينا: “دعونا نرى ما سيحدث”. "وإذا تمكنا من جني الأموال منها، فسنفعل مجموعة كاملة منها". لكن هذا ليس فريدًا بالنسبة للتكنولوجيا. لقد كان هذا يحدث إلى الأبد.‘‘

10. الأزمات المالية الناجمة عن خوارزميات الذكاء الاصطناعي
أصبحت الصناعة المالية أكثر تقبلاً لمشاركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العمليات المالية والتجارية اليومية. ونتيجة لذلك، يمكن أن يكون التداول الخوارزمي مسؤولاً عن الأزمة المالية الكبرى القادمة في الأسواق.في حين أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا تتأثر بالحكم البشري أو العواطف، فإنها أيضًا لا تأخذ في الاعتبار السياقات والترابط بين الأسواق وعوامل مثل الثقة البشرية والخوف. تقوم هذه الخوارزميات بعد ذلك بإجراء آلاف الصفقات بوتيرة سريعة بهدف البيع بعد ثوانٍ قليلة لتحقيق أرباح صغيرة. إن بيع آلاف الصفقات قد يخيف المستثمرين ويدفعهم إلى فعل الشيء نفسه، مما يؤدي إلى انهيارات مفاجئة وتقلبات شديدة في السوق.إن حالات مثل Flash Crash 2010 و Knight Capital Flash Crash بمثابة تذكير بما يمكن أن يحدث عندما تصبح الخوارزميات السعيدة للتجارة هائجة، بغض النظر عما إذا كان التداول السريع والواسع النطاق متعمدا.
هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي ليس لديه ما يقدمه لعالم المال. في الواقع، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً واستنارة في السوق. لكن تحتاج المؤسسات المالية إلى التأكد من فهمها لخوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وكيفية اتخاذ هذه الخوارزميات للقرارات. يجب على الشركات أن تفكر فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيزيد أو يخفض ثقتها قبل تقديم التكنولوجيا لتجنب إثارة المخاوف بين المستثمرين وخلق الفوضى المالية.

11. فقدان النفوذ البشري
إن الاعتماد المفرط على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى فقدان التأثير البشري – ونقص في الأداء البشري – في بعض أجزاء المجتمع. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إلى تقليل التعاطف والتفكير البشري. وتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي في المساعي الإبداعية يمكن أن يقلل من الإبداع البشري والتعبير العاطفي. إن التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر من اللازم قد يؤدي إلى انخفاض التواصل مع الأقران والمهارات الاجتماعية. لذلك، في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في أتمتة المهام اليومية، إلا أن البعض يتساءل عما إذا كان قد يعيق الذكاء البشري العام وقدراته واحتياجات المجتمع.
12. الذكاء الاصطناعي المدرك لذاته والذي لا يمكن السيطرة عليه.

هناك قلق من أن الذكاء الاصطناعي سوف يتقدم في مجال الذكاء بسرعة كبيرة بحيث يصبح واعيًا، ويتصرف خارج نطاق سيطرة البشر - ربما بطريقة ضارة. لقد تم بالفعل حدوث تقارير مزعومة عن هذا الشعور، مع وجود حساب شائع من مهندس سابق في Google والذي ذكر أن برنامج الدردشة الآلي LaMDA الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي كان واعيًا ويتحدث إليه تمامًا كما يفعل أي شخص. نظرًا لأن المعالم الكبيرة التالية للذكاء الاصطناعي تتضمن إنشاء أنظمة باستخدام الذكاء العام الاصطناعي، وفي نهاية المطاف الذكاء الاصطناعي الفائق، فإن الصرخات لوقف هذه التطورات تستمر في الارتفاع.