ديمقراطيتنا بين كفّي كماشة ؛ الخطاب التوعوي والآخر فئوي تعبوي
وليد عناد تليلان
26-06-2024 11:30 PM
لعلنا أمام مرحلة جديدة في تحديث العمل السياسي في الأردن لرسم ملامح رئيسة في معمار الديمقراطية والضامنون لهذه المرحلة جلالة الملك والمنتمون من أطياف شعبنا .
نحن بحاجة في هذه المرحلة التي فتح الأفق بها أمامنا أن نوجه الروافد لتشكل نهرا يشد عضد الحياة الديمقراطية هنا ويسقي جذورها ليقوى ساقها
ويستظل الجميع بظلال لها وارفة.
ولأننا خرجنا من عنق الزجاجة ؛ بعد أن فُتح انسداد النفق وتنفست الديمقراطية الصعداء بامتلاء رئتها بهواء نقي بتعددية متكاملة يقيم صلابة عودها لتأخذ دورها في الصف الأول للديمقراطية المشار إليها لنهضة البلاد ورفعة شأن أبنائها.
لا اشكك بجهد أي فكرة وجهد أي تيار يضع نصب عينية المصلحة العليا وهي (ديمقراطيتنا التي نحب)، وقد أرى أن هناك جيولوجيا فكرية قادرة على أن تكون أرضا صلبة لحمل هذه الديمقراطية المنشودة إن ابتعدت التيارات السياسية والحزبية عن المصالح الضيقة ،ورأت بتكامل الآخر؛ حتما سيصاغ مشهد ديمقراطي قادر على تأسيس نهج يحتذى به.
وليس بجديد على تاريخ الاردن الحاضن للرأي والرأي الآخر عبر مسيرته منذ تأسيس الإمارة وحتى عهدنا الحاضر ،حيث ضُرب مثلا بالتسامح المجتمعي يشهد له القاصي والداني ،فقد شكل لنفسه نهجا عزّ نظيره ولا سيما أن الله قدر له أن يكون في وسط صفيح ملتهب ،
فهذا الوطن شعاره بلا أي شك أن القيادة التشاركية حق رغم اختلاف مشارب واصول واديان أركانها واتجاهاتها الفكرية؛ فرفقا بهذا النسيج التعددي الرائع الملتزم بعيدا عن المآرب الضيقة والتشكيك بالآخر.
وعطفا على ما ذكر آنفا علينا جميعا أن نترك المغالطات الضيقة في هذا المضمار ونضع هذا الوطن بين الأهداب والعيون.