facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوارٌ في فنجان


نايف الليمون
26-06-2024 05:44 PM

نطالع هذه الأيام حوارات بالكلمات الساخنة ، ولكن ذخيرتها " موريس " وهي أدعى للفُرجة منها للتدبّر ، لأنها لا تتعدّى محاولات أطرافها لجرّ النار لقرص كلٍّ منهم بعد أن أخذوا النار فيما مضى لقرصهم المشترك ، ولكنّهم فيما بدا لهم بعد أن خلا لهم القرص وناره أنه لا يقسم على إثنين ودارت بينهم دائرة المحاصصة التي لا ترضي الطمّاعين مهما كانت وبأي نسبةٍ جرى التقسيم لأن الفرقاء حين توزيع الغنائم تغيب عنهم المظلة الجامعة التي يقدّمون أنفسهم زوراً من خلالها ويرفعون شعارها لكسب النزالات ، وتحضر النرجسية الشخصية التي لا تؤمن بالمكتسبات والتحصيص والتخصيص إن لم تكن للذات ومشتقّاتها ، وحينها تتعذّر القناعة والرضى وتشتعل المناوشات ، ويتنادى الفرسان بأن إلى الهيجاء ، وكلٌّ يدعو ناديه ، والجميع يدّعي وصلاً بليلى والتي هي الوطن ، ويتنافحون كلهم _عفّةً _ بأنهم لا يريدون إلا أن يكون الوطن بخير ولو كان بهم خصاصة ، والكلُّ يعدّدُ مآثره والتي لا يبدو أنها تُقنع الناس ، ولو أنها تُقنعهم لوجدنا ذلك ينعكس على قناعاتهم التي ما عادت تخفى من خلال الإختيار الحقيقي أو الإعراض المبرّر .

الجمهور المراقب لما يجري في غالبيته على الأقل يرى هذا التناكف حواراً في فنجان لعدم الفائدة منه أو الجدوى ، إذ لم يحضروا قسمتهم حين اقتسموا ولم يُستشاروا حين اختلفوا ، ولن يُسند إليهم إصلاحُ ذات بينهم التي لن يُصلحها إلا التفرّد بما يطلبونه وهذا لعمر الحقّ دونه حروبٌ ، وشقٌّ للجيوب ، ونبشٌ عن المساوئ والعيوب ، حتّى ينجلي ما ثار من الغبار ونرى لمن تصير الكلمة والإعتبار والتي لا عبرة فيها لحسم المعركة بالهزيمة أو الإنتصار .

لم نسمع أو نقرأ فيما دار بين المشتبكين حديثاً عن إنجاز أفاد الدولة وصانها ، أو أسهم في جلب منفعةٍ أو دفع مغرمة ، كي يقنعنا قولهم، ونقبل حجّتهم، وإنما يدلّلون على أحقيتهم بالغنيمة ، بالموالاة المدّعاة في زمن حصر الولاء والموالاة بتدبيج الكلام الذي يحوي الكثير من التزلّف والقليل من المعاني بلا دسمٍ يُسمن ولا فائدةٍ تغني من جوع .

ومما يجب أن يعرفه المتصارعون على كعكة الوطن أن الصمت الذي يمارسه الكثيرون ليس لعدم معرفتهم الحقيقة أو غيابها ، وإنما هو أخطر من ذلك وله آثاره المؤجلة ربما ، ووصل الإحباط واليأس بالبعض الذين يشعرون بأنهم غير معنيين بما يتم به تصريف الأمور إلى القول " الشهر اللي ما إلك فيه ، لا تعدّ أيامه " رغم أن ذلك من العجز الذي يجب ألّا يكون .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :