facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا أصبح من ذوي السوابق؟


علي جليل الخالدي
26-06-2024 10:56 AM

لماذا انتحر؟ لماذا تعاطى المخدرات؟ لماذا اصبح من ذوي السوابق؟ لماذا اصبح مجنوناً؟ لماذا ؟!! ... ذلك الشاب لم يعش الظروف التي عاشها من يلومه.. عاش الحاجة بكل تفاصيلها عاش القلة عاش الفقر عاش الحرمان منذ نعومة اظفاره عاش مهمشاً لا يُسمع كلامه لفقره لا يُجالس ولا يُصاحب لفقره... خرج من الطفولة الى تحمل المسؤولية دون ان يرى من جمال الطفولة شيئا يُذكر.. لم يرَ من المراهقة الا نظرات الحرمان تلتف حول مخيلته.. كان يرى الشباب من اقرانه نموذجاً مدللاً يستحي الاقتراب منهم فتخنقه مشاعر الغيرة فيكتم عبراته داخل صدره حتى لا يُعاب من غيرته التي لا يملك التحكم بها..

طفولة القهر ومراهقة الحرمان وشباب الحسرة ولكنه لم ييأس وضل سنواتٍ يبحث عن عمل علّه يعوض شيئا مما فاته فلا يجد عملاً يحفظ كرامته، بل هي اعمالٌ متفرقة مرةً لا تسمن ولا تغني من جوع... قصد الجميع كي يؤمنوا له عمل دائم يستقر فيه وتستقر حياته لكن لا احد يعطيه الفرصة بل يسطون على حقه ويأخذون اي فرصة في العمل ويرونها خسارةً فيه بل اقرباءهم اولى وإن كانوا ليسوا بحاجة..

طمعهم ولهثهم وراء المصالح جعلتهم لا يفرقون بين الحلال والحرام جعلتهم يخطفون اللقمة من فم الفقير ليرمونها تحت اقدام اولادهم ليلعبوا بها... نعم حرموه اي فرصةٍ في إعادة ترتيب حياته اي فرصةٍ في العيش الكريم الهادئ المطمئن.. هم المسؤولون لا ينتبهون لمثل هذا الشاب، بل جل انتباههم كيف يرضي فلان ابن الجاه والمال فيخطف فرصة الحياة من هذا الفقير ليعطيها ترضيةً لذاك الطماع الجشع الذي لم يشبع من نِعم الله..

عاش الحرمان طفلاً صغيراً وعاش الحرمان شاباً مراهقاً وعاش الحرمان رجلاً في بداية حياته... حرمه المجتمع فرص الحياة وابسط الاشياء وحرمه المسؤولون فرصة العيش الكريم وإن كان بأدنى درجات العمل ولكنه راضٍ بها يبحث عنها ولكنهم يسرقونها منه..

لم يرَ من المجتمع من يمد يده له لينشله مما هو فيه لن يرى الا نظرات الدونية ترمقه وتحيطه وتقتله.. حتى رجال الدين والعلماء لم يسمع منهم الا التلويم والتخويف وكلام لا يفهمه لانه مجرد كلام من اشخاصٍ لم يقدموا له افعال تقنعه بكلامهم..

اذاً هو لم ينتحر بل قُتل.. قتله المسؤولون صغيرهم وكبيرهم من اسفل الهرم الى اعلاه قتله ذاك الطماع الجشع الذي لا يشبع الذي يريد كل شيءٍ له ولأولاده.. قتله كل من كان بيده ان يساعده او ينقذه او يقدم له شيء ووقف متفرجاً..

ايها المسؤولون الفاسدون انظروا الى مثل هذا الشاب فهم كثر ولا تظنوا انكم غير ملامون، بل ستسألون عنهم.. وسوف يشكوكم الى الله فانظروا اي حجةً تقابلون بها الله..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :