facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزير معارف "الواق واق" من الآخر ماذا تريد؟


محمود الدباس - ابو الليث
26-06-2024 10:50 AM

في هذه الايام الصيفية الحارة.. تذكرت ليلة مشابهة مرت علينا ونحن في سن الشباب.. وكنا نجلس تحت "معرش الدوالي" في "حوش دارنا" في حي الجدعة.. وانقطعت الكهرباء.. وانطفأ التلفزيون الابيض والأسود.. فعدل والدي -عليه رحمة الله- جلسته.. وقال بدي احكيلكم عن وزير المعارف في بلاد الواق واق.. والذي هو مثل وزير التربية والتعليم في ايامنا هذه..

كانت تنتشر الكتانيب في ذلك الوقت.. وبدأت الحضارة تغزوا بلاد الواق واق.. وتم فتح غرف صفية للمراحل الاولى.. وبدأ تأسيس المدارس.. ولأن شعب الواق واق.. تواق لكل ما هو جديد ومفيد.. فتلقف موضوع التدريس بكل قوة.. حتى ان الاهل كانوا يبعثون اولادهم للمدارس على الرغم من حاجتهم اليهم في الزراعة ورعي الغنم..

تطور التعليم في بلاد الواق واق.. واصبحت منارة علم في المنطقة.. ولا تكاد بقعة في البلدان المجاورة تخلوا من متعلم من بلاد الواق واق.. على الرغم من صعوبة التنقل في ذلك الوقت..

ولأن الطلب ازداد على الدراسة.. ولان موارد بلاد الواق واق محدودة.. فسُمح لمن يريد ان يستثمر في المدارس شريطة ان يتم تدريس نفس مناهج مدارس وزارة المعارف.. ويتم التدقيق عليها ومراقبتها من قبل الوزارة..

ولان الامر مهم ومجدي في نفس الوقت.. فقد اندفع الكثيرون في هذا الاتجاه.. حتى ان بعض هذه المدارس اصبحت تقدم العلم بشكل اقوى وافضل من المدارس الرسمية..

وحتى لا تفلت الامور.. فقد تم سن قوانين وانظمة شديدة.. تنظم عمل تلك المدارس.. وكذلك اسس وكيفية بنائها.. والاشتراطات الخاصة في البناء.. والتي تشبه ما يسمى الان Codes او الكودات..

وازدهرت هذه المدارس.. واصبحت مهوى الكثير من المواطنين.. ولولا ان الدراسة مجانية في مدارس وزارة المعارف.. لانتقل غالبية الطلبة الى المدارس الاستثمارية او الأهلية او الخاصة..

وفي هذه الاثناء.. كان احد الممرضين النجباء يتابع حالة مريض في مستشفى صغير في احدى القرى.. واذا بحالته تسوء.. ولا يوجد اطباء.. فتولى ذلك الممرض الامر.. وتقمص شخصية الطبيب.. وعمل له عملية.. ولحسن حظه نجحت..
فذاع صيته بين القبائل والبلدات..

ولان بلاد الواق واق تقوم بتغيير مجلس ادارة شؤون البلاد كل فترة.. والذي يشبه مجلس الوزراء في ايامنا.. فقد تم تعيين هذا الممرض لكي يدير شؤون وزارة المعارف..

منذ ذلك الوقت واصبحت هذه الوزارة تتخبط.. وكان ذلك المسؤول في رأسه امر يريد فعله ولا يقوى عليه بشكل مباشر.. فتارة يقرر انه يجب تعيين حلاق للاولاد.. ومصففة شعر للطالبات.. ويجب ان تكون تحت اشراف وزارته.. ويجب ان تكون هناك نسبة من دخل المدارس لجهات تشرف على حلاقة الاولاد وتصفيف شعر الطالبات..

وتارة يقرر انه اذا ارادت مدرسة زيادة غرفة صفية.. فعليها ان تتماهى مع الاسس والتعليمات الجديدة.. وعند مراجعة الوزارة يتفاجأ اصحاب المدرسة.. بان يجب عليهم تغيير كامل مواصفات وتقسيمات الصفوف والساحات والمرافق المرخصة اصلا.. لتتماهى مع الاسس الجديدة.. وكأن هذا الوزير يعتقد بان المدارس مبنية من خيام او بيوت شعر.. يتم تحريك القواطع فيها في اي وقت..

وعلى الرغم من مناشدة اصحاب المدارس الاهلية لرئيس مجلس ادارة شؤون الواق واق والذي يشبه رئيس الوزارء في ايامنا.. على ان يوقف هذا الوزير عند حده.. حتى لا يدمر هذا القطاع.. الا انه لم يستمع إليهم.. ولم يطلب حتى لقائهم ليفهم منهم..
فاصبح اصحاب المدارس لا يعلمون ماذا يفعلون.. وماذا يريد منهم ذلك الوزير.. وهل هو يعمل لتدمير ذلك القطاع؟!.. علما ان تدميره يعني نقل عشرات الالاف من الطلبة للمدارس الرسمية.. والتي هي بالاصل تعاني من النقص في المباني والكوادر.. وستكلف خزينة بلاده الارقام الكبيرة..

فانبرى مجموعة من الشرفاء من ابناء الواق واق لفضح ما يقوم به وزير المعارف.. ووصل الامر الى حاكم البلاد الذي عُرِف عنه الفطنة وحبه الشديد لبلاده ومستقبل شبابه.. فامر بعزله.. واقيمت له محكمة.. وتمت ادانته بالعمل على تدمير اهم شيء في البلاد وهو الانسان.. وتم اعدامه امام الناس..

في الختام اقول..
الحمد لله اننا لا نعيش في بلاد الواق واق.. ونعيش في الاردن التي ينادي فيه سيد البلاد وولي عهده الامين بالتشاركية الحقيقية بين القطاعين العام والخاص.. ويبذلان جهودا جبارة لاستقطاب المستثمرين.. فما بالنا بالحفاظ على مَن استثمر؟!..

والحمد لله ان رئيس وزرائنا ووزير تربيته لا يمكن وان يفعلوا امورا تعاكس رؤية وتوجهات جلالة الملك وولي عهده.. وهي معلنة للجميع..
وانه اذا ما حدث خلل ما دون قصد.. فيتم تداركه على الفور..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وارضا..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :