أول خطوة بالتحديث السياسي قبول الاخر
قيس زيادين
26-06-2024 12:25 AM
تابعت الجدل الدائر و الذي كانت شرارته مقال للعين السابق طلال الشرفات، و سهامه الغير مبررة بحق رفيقين بالحزب الديمقراطي الاجتماعي و الذي انا لست عضوا فيه.
لن ادخل بتفاصيل و تفنيد، لكن الزميل الشرفات و لثاني مرة يقوم بتوزيع صكوك غفران.
المرة الاولى قبل حوالي سنه عندما اتهم الحزب المدني الديمقراطي بانه يعمل خارج الدستور و انه خارج مربع الوطنية و ثاني مرة تلميحاته باخر مقال و تقسيمه للاردنيين افراد و احزاب على اساس وطني و غير وطني.
اقولها مجددا للزميل، الديمقراطية و هدف التحديث السياسي هو قبول الاخر فهذا جوهر التعددية السياسية.
فكل احزاب الاردن تعمل تحت مظله الدستور ، و اختلاف الاراء لا يعني ان طرفا يحب الاردن اكثر من غيره. و لا احد يمتلك صكوك غفران.
فمثلا بالرغم من اختلافي مع الشرفات بالكثير ، لكن لا اسمح لنفسي ان اعتبره اقل وطنية او حرص على الوطن.
مقال الشرفات براي خطير، فهو يحتكر الوطنية و حب الاردن على لون سياسي ينتمي له، لا بل يقوم "بتحميل جمايل" لمن ينتمي لليسار انهم يشاركوا بصنع القرار بالمؤسسات الرسمية و كانهم غير اردنيين و لا يحق لهم.
هذا النوع من الخطاب يجب ان يتوقف، و توزيع صكوك الغفران يجب ان يتوقف، فانت يا زميلي اردني ابن هذه الارض و انا و غيري ممن ينتمون للون التقدمي الديمقراطي اردنيون ابناء هذه الارض. و حبنا لوطنا لا يقل عنك ابدا. و ان عارضنا احيانا وامتلكنا وجهه نظر اخرى، فهذا نابع من حبنا و حرصنا على الوطن، لا بل نمتلك الجراة على قول راينا .
فارجوك يا زميلي، ان نخرج من هذا المربع و هذا الخطاب الرجعي الذي يقسم الاردنيين الى وطني و غير وطني لمجرد اختلاف الاراء. فهذا الخطاب يضر بالعملية الاصلاحية برمتها و يضر بتماسك جبهتنا الداخلية ، و اليوم جبهتنا الداخلية مصلحة وطنية عليا من يعبث بها يعمل ضد الوطن.
شخصيا و عن نفسي، لا انتظر منك صك غفران، و لا اعتقد ان من ذكرتهم بمقالك ينتظرون ذلك او حتى يعنيهم.
دمت بود