الجيش العربي .. وعهد الوطن
علي السنيد
25-06-2024 08:53 PM
وارى الجيش العربي يوم امس الثرى شهيدين بطلين من أبنائه الابرار الذين قضوا اثناء أدائهم الواجب القومي، ولاقوا وجه ربهم راضين، وفاضت ارواحهم الطاهرة ، وهم يؤمنون وصول المساعدات الى اخوانهم المحاصرين في غزة، وقد ارتقوا لتكون الشهادة حاضرة على وحدة الدم الأردني الفلسطيني، ووحدة المصير.
وهؤلاء الابطال انضموا الى السجل الوطني ، والى صفحة الخلد، وهم اوسمة من كبرياء ستظل تزين سماء هذا الوطن الذي ستبقى فلسطين امانته التاريخية، وسيبقى الشهداء ماثلون في حياة الأردنيين الى يوم الدين .
وهذا الجيش العربي سبحان من أعلاه، وازهاه في قلوب الأردنيين كافة، وجعله درة المؤسسات، وشامة، وشهامة، وكرامة، وعرينا مكينا، وخيمة من امان، وفيه الحماة.
وسلام الله على الجيش في المعسكرات، وفي الثكنات، وفي نقاط المراقبة والتفتيش، وعلى الحدود، وفوق قمم الجبال، وعلى امتداد السهول.
سلام على شهدائه الابرار ، وعلى قادته، وافراده، وعلى الاخيار من أبنائه، وعلى من يقبلون ثغر الموت اذا مس عمان طائف من الشر ونحن عنه غافلون.
سلام عليهم في الطوابير، وفي الميادين، وفي ساحات الوغى، وفي أحلام الاردنيين، وتطلعاتهم الوطنية.
سلام على الايدي الطاهرة التي لامست وجه الوطن بحنو وخشوع، وتسهر في جفن الردى، والناس نيام.
فهم الاخيار والابرار، وهم حماة الديار، وهم اول الخير، ومبعث العزة، وعنوان الكرامة، والكبرياء، وهم اهل الوفاء، واوسمة من اباء على كتف الأردن الأعلى، ومن عيونه يشعون نظرة حالمة على المستقبل الوطني.
فيهم الحنين وعبق السنين، وذكرى الخنادق والبيارق، والموت الذي استل من بين الاحياء الشهداء فعادوا بوعد ربهم احياء يرزقون.
واشرق الحلم الأردني من حدقات عيونهم السود، ومن زنودهم، واستنارت عمان والمحافظات في الجنوب، وفي الشمال تحت انوار قلوبهم.
فحمى الله الجيش املا، وترنيمة صلاة، وحلما يكبر في القلوب الكبيرة.
صولة من حق، وجولة، وبطولة ورجالا يخوفون الخوف، وهامات لا تنثني الا لله، واياد تقدم الخير، وتنير الطريق، وبندقية تظل في يد الابطال شاهدا على البطولة.
فهو الجيش الذي وفى بعهده، وأعطى من قلبه، وحفظ طهر الثرى، وما انثنى، وقذف في قلوب الذين كفروا الرعب والمهانة.
وهو عماد الديار، وموئل الاحرار، والابرار ، والخيرة والاخيار، وما وهن يوما في وجه المحن، واستعلى على الموت والردى، وخفض جناحه لاهله الطيبين، وفرش لهم القلب والدرب.
وما طأطأت هامة اردنية تحمل الشعار، فسقى الأرض اللون الأحمر، وجاد بالدم والحب معاً.
فاذا جاءوا يعانقون الموت وحدهم، وجاء الفتح ويد الله معهم، فسبحان الله يوم القى في قلوب اعدائهم الرعب، وفي قلوب الأردنيين حبهم، واوفوا لهم من خالص ودهم، وجعلهم السادات، ومنتصبي القامات، والهامات، وشد عزيمتهم ببعضهم، وسدد رميهم، وجعلهم خير الأردنيين، وأول المضحين، فسلام الله عليهم اليوم، وفي كل حين.