زيارة وزير دفاع كيان الاحتلال الى واشنطن،تهدف الى تأمين الغطاء الامريكي السياسي والعسكري والامني لهجوم اسرائيلي محتمل او مرتقب على لبنان ،والمشاركة في الهجوم في اي وقت،وابلاغ الادارة الامريكية بخطط اسرائيل العسكرية القادمة في قطاع غزة والموافقة عليها ،وخاصة الانتقال الى المرحلة الثالثة من العدوان ،وطلاع ادارة بايدن على مخطط حكومة نتنياهو الخاص بضم الضفة الغربية،اضافة الى طلب الحصول على المساعدات العسكرية الضخمة.

المؤشرات والمعطيات الظاهرة ،والتحركات العسكرية الامريكية البحرية تحديدا،تشير الى ان الموافقة الامريكية على عدوان عسكري اسرائيلي على لبنان تحصيل حاصل ،وان الادارة الامريكية منحت اسرائيل الضوء الاخضر لشن العدوان،لكن تحاول ادارة بايدن، اظهار ميولها للحلول الدبلوماسية والسياسية على الجبهة اللبنانية ،مع احتفاظ اسرائيل بحق الدفاع عن النفس،وتؤكد انها ستقف مع اسرائيل في حال اندلعت الحرب على تلك الجبهة.

لا شيء جدي وفعلي يمكن ان يمنع العدوان الاسرائيلي على لبنان،الا حسابات الربح والخسارة بالنسبة لاسرائيل،أما فيما يتعلق بالمواقف الاوروبية والدولية فهي فارغة من المضمون والتأثير ولا قيمة لها ولا اهمية، امام الموقف الامريكي المؤيد للعدوان.

الحرب على غزة وفي غزة تراوح مكانها ،لم تحقق اهدافا ولا نصرا للاحتلال،وعلى العكس فان اداء المقاومة في تحسن مستمر ،من حيث تكبيد العدو خسائر كبيرة،وتحسين قدرات المقاومة العسكرية ،وادخال اسلحة مؤثرة جديدة الى ميادين القتال.

التصريحات التي يطلقها نتياهو ثم يتراجع عنها ،والاهداف التي يعلنها لحربه على غزة ويستحيل تحقيقها،تدل على ارباك واضح في سلوكه وتخبط في تصرفاته ،وعدم القدرة على التركيز والسيطرة على ادراكه في اتخاذ القرارات والمواقف الثابتة.

الاسبوع القادم قد تشهد ساحة الاحتلال ،حراكا واسعا وكثيفا من قبل الشارع الاسرائيلي،للمطالبة بعزل نتنياهو الذي يمنع التوصل لأي اتفاق لتحرير الاسرى الاسرائيليين ،ويمنع وقف الحرب،وهي المرة الاولى في تاريخ الكيان، التي يطالب فيها الاسرائيليون باسقاط حكومتهم في مظاهرات صاخبة وغاضبة.

الضفة الغربية تواجه اخطر مرحلة منذ احتلالها عام 1967،فهي مهددة اليوم بتنفيذ مخطط الضم للكيان الغاصب ،وقد اعلن ذلك صراحة سموتريتش مسؤول ملف الاستيطان في الضفة المحتلة،بأنه سيعمل على جعلها جزء من الكيان المحتل،الامر الذي يعني وأد حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ،ونسف اسس الامن والسلام والاستقرار في المنطقة.

حكومة اليمين الفاشية العنصرية المتطرفة في الكيان الغاصب،تسعى الى التصعيد على جميع الجبهات ،وتضع اقليم الشرق الاوسط على صفيح ساخن جدا ،قابل للانفجار في اي وقت ،وتضع فلسطين ولبنان ضمن اولوية اهدافها ،على اعتبارهما مصادر خطر وجودي لكيان الاحتلال ،كما تدعي ،على اعتبار ان الاحتلال مصدر امن واستقرار ورخاء وازدهار ،علما بأن وجوده السبب الرئيس والاساسي والوحيد، لجميع اسباب ومصادر النزاع والصراع والتوتر في المنطقة.