facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هجوم الشرفات على التيار الديمقراطي .. الدوافع والمبررات!


بسام حدادين
25-06-2024 11:23 AM

مقال الصديق د. طلال الشرفات الذي نشرته "عمون" يوم أمس، تحت عنوان "الماضي وحدادين وتحالف الأضاد"، قدم نموذجاً دقيقاً وصريحاً، لموقف تيار الشد العكسي الذي يقاوم التغيير والتحديث الذي يدعو له الملك وحوله شبه اجماع وطني. الشرفات يكشف بمقالته الموقف الحقيقي لهذا التيار، ويجاهر بما يُخفيه سدنة "تيار العودة إلى الوراء" الذي يكابد بعناد لعودة عقارب الساعة، واسترجاع حلم التفرد في ادارة الدولة.

سأكتفي في هذا المقال، فقط بتناول ما جاء في مقال السيد الشرفات، لأدلل على ما اقول، ولا أخفيكم انني كنت "أتفَلتت" منذ زمن لمناقشة افكاره التي تدعو الى العودة إلى الوراء ولا اقول المحافظة.

اولاً: يرفض د. شرفات توجهات الملك بتوسيع القاعدة الاجتماعية والسياسية للحكم بما في ذلك الشرائح المتنورة من البيروقراطية والتكنوقراط حيث يقول بالنص الحرفي: "مشكلتنا (من انتم ؟) باستقواء الأقلية وتسللها إلى مواقع السلطة بالحيلة، والخداع، والتوبة المأجورة.. والأثواب المستعارة".

هل بعد هذا الكلام الذي يفتقد إلى الحد الادنى من الكياسة وما يكشفه من عدوانية اتجاه الآخر المختلف؛ يمكن أن نصدق أن د. شرفات مخلص للملك ولافكاره - كما يقدم نفسه - ام انها التقية؟! جوهر هذا الكلام يعني، رفض مبدأ التعددية السياسية والفكرية، التي بنى عليها تيار الشد العكسي والعودة إلى الوراء، سلطته وسطوته عندما تصدر الحكم لعقود وأوصلنا لما نحن عليه من واقع مرير، دون الدخول في التفصيل.

ثانياً : احتكار د. الشرفات وتياره، للوطنية ونزعها او التشكيك فيها عند الاخرين حيث جاء في مقاله بالنص الحرفي: "هل يؤمن اليسار والإسلام السياسي بالهوية الوطنية؟". هذا السؤال الإستنكاري يكشف ايضاً عن مفهوم خاص للهوية الوطنية الأردنية، غير التي نادى بها الملك في خطابه التاريخي في احتفال اليوبيل الفضي "واللبيب من الاشارة يفهم".

ثالثاً: يستحضر السيد الشرفات، سلاح التكفير، في وجه التيار الديمقراطي، حيث يقول بالنص "ما هو موقف هذا التيار من المبدأ الدستوري الذي يقول، بأن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع" جوابنا جلياً واضحاً، فنحن نحترم ونلتزم بالدستور والقانون نصاً وروحاً. ولا نتقول على الدستور كما تفعل؛ التيار الديمقراطي ويدعو إلى الدولة المدنية الديمقراطية بالمفهوم الذي عرضه الملك في الأوراق النقاشية العظيمة.

رابعاً: يشكك المقال بالأسس الديمقراطية التي يقوم عليها الحزب الديمقراطي الاجتماعي وقدرته على تقبل "الوافدين الجدد" ويقصد بذلك الرفيق طلال الماضي أحد قيادات الحزب. وهذه مناسبة للتوضيح، بان الحزب الديمقراطي الاجتماعي، حزب من طراز جديد، يعتمد رؤية حديثة في البناء الحزبي تستند إلى ديمقراطية داخلية حقيقية، ما يطالب به الحزب من حقوق وحريات، يحترمها في نظامه الداخلي: حرية التعبير عن الرأي خارج الاطر الحزبية، حرية تشكيل منابر وتيارات داخل الحزب، انتخابات داخلية لكل المستويات على قاعدة التمثيل النسبي، شرط وجود ٢٠٪؜ من الشباب ومثلهم من النساء في كل المستويات القيادية. والأهم ان الحزب لا يعتمد عقيدة فكرية صارمة، إنما يستند إلى مبادئ وقيم الديمقراطية الاجتماعية، وهي قيم ومبادئ تحتمل الاجتهاد في التطبيق، ما يسمح لأصحاب الخلفيات الفكرية من التعايش الديمقراطي على قاعدة الالتزام بهذه القيم. ولعلمك يا دكتور فإن الشيخ طلال الماضي يؤمن بعمق بهذه الأفكار التقدمية.

حمل المقال، قضايا اخرى أقل اهمية لا تستحق النقاش لضيق المساحة.

ويختتم الدكتور الشرفات، بإطلاق زفرة حسرة، تكشف ما آل له هذا التيار، من عزلة، وقلة حيلة في مقاومة ارادة الملك والمجتمع لتحديث الدولة الأردنية وصيانة التعددية الفكرية والسياسية والوصول إلى الحكومات البرلمانية، اذ يطلق زفرته بالقول نصاً: "نحن على مرمى وجع من الانتخابات… حينها سيدرك الجميع حجم البتر والغدر في تجربتنا الوطنية".

وسنقول نحن: الحمد لله على نعمة التحديث والإصلاح التي تتقدم إلى الامام وعين الملك والشعب ترعاها.

عظم الله اجركم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :