مع بدء تراجيديا امتحانات الثانوية العامة
فيصل تايه
25-06-2024 09:24 AM
تنطلق اليوم الثلاثاء مجريات امتحان شهادة الدارسة الثانوية العامة لعام ٢٠٢٤ / الامتحان العام، حيث كانت قد اعلنت وزارة التربية والتعليم انتهاء كافة الإجراءات اللوجستية والاستعدادية خاصة ما هو متعلق بتهيئة الأجواء النفسية المريحة والمناسبة والهادئة التي تبعث على الطمأنينة لإجراء الامتحان ، اذ من الملاحظ مضاعفة الجهود لهذه الدورة من قبل الطواقم العاملة مع التاكيد على صوابية الإجراءات الكفيلة بانجاح هذا العمل بكل همة ومسؤولية ومع اهمية هذه الامتحانات خاصة على المستويات التحصيلية للطلبة.
اننا نعي تماماً ان ما يهمنا هو الحفاظ على هذا "الإرث التاريخي" المتمثل بامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ليبقى بنفس المكانة، امتحاناً وطنياً سيادياً ، نكافح من أجل رُقِيِّه وتسعى الى تطويرِه، حيث أن هذا الامتحان يعكس بالضرورة التطلعات والطموحات وتحقيق الآمال والأهداف التربوية المنشودة، فهو نتاج عمليات تربوية تراكمية استمرت على مدى ١٢ عاماً دراسياً وصولاً الى تشكيل هذا النتاج ، والذي هو هدف من الأهداف العليا التي نطمح لها ، لذلك من الضروري أن تبقى عملية تقويم الطالب في نهاية المرحلة الثانوية موضوعية ودقيقة وصادقة وتخضع لأسس ومعايير تربوية سليمة.
اننا ونحن نتحدث عن مرحلة مهمة من حياة أبنائنا الطلبة وهم مقبلون على الدخول إلى قاعات الامتحان ، فمع سيطرة العامل النفسيّ والتراجيديّ في ترقب أداء فلذات أكبادها ما زالت الأسر الأردنية تستنزف من رصيدها العاطفيّ واهتماماتها الكثير ، لذلك فمن واجبنا استغلال طاقاتنا الايجابية لزرع رسالة طمأنة محصنة بالذكاء العاطفي لكافة اولياء الامور والطلبة ، يكون مضمونها الكلمة الطيبة في نفوس عطشى لنسقيها بحب و اهتمام وثقة بالنفس ، ولتجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة ، كما ولا بد من ان نزرع فيهم مزيداً من التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة ، فنحن نحتاج الأن الى الابتعاد عن العصف التوتري الذي يعبد الطريق نحو المنطق التخوفي المستشري الذي يربك الطلبة ويوترهم ، رغم ان طلبة الثانوية العامة يترقبون ما ستحمله لهم الأيام القادمة ، والتي لا يمكن تجاوزها إلا بالإرادة القويّة ، فما نحتاجه الابتعاد عن رفع منسوب رهبة الامتحانات لدى بناتنا وأبنائنا في هذا الوقت .
كما ويجب التذكير ان امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات تحكمها الخطوط العريضة الموضوعة والأهداف التربوية المأمولة ، إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم، لتميز الطلاب بعدالة ، وأحقية الطالب المتفوق للتميز الذي يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الأردني ، فالامتحانات بالمجمل تناط بدور الخبرة ، وثقتنا عالية بدار خبرتنا المتمثلة بإدارة الامتحانات والاختبارات بوزارة التربية والتعليم ، والمشهود لها ذلك على مدى تاريخها الذي هو بعمر الأردن ، فما يهمنا المحافظة على السمعة الطيبة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، والأخذ بالإجراءات الكفيلة بالحفاظ على مستواه القياسي المأمل ، ذلك من أجل ضمان مستقبل أبنائنا الطلبة في مختلف نواحي الحياة العملية والاكاديمية .
كما وعلينا أن نطمئن لإجراءات وزارة التربية والتعليم التي تتبعها كل عام ، والتي تتضمن توجيهات لكوادرها من المشرفين والمراقبين لمنح الطلبه المزيد من الوقت لتهيئتهم نفسيا في القاعات ، وذلك قبل توزيع ورقة الامتحان ، والعمل ما امكن لتهدئة الطلبة وتحقيق نوع من الألفة ما بينهم وبين المكان ، علاوة على منحهم المزيد من الوقت الاضافي بعد الامتحان ، ما من شأنه تعزيز الشعور بالهدوء النسبي والسكينة ، ما يمنح الطلبة شعوراً بالأمان.
بقي ان اقول لطلبتنا الاعزاء ان الإرادة الصادقة لكل واحد فيكم ، تشبه قوّة خفيّة تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعاً للأمام على طريق النجاح، وتتنامى مع الوقت حتّى تمنعه من التوقّف أو التراجع ، فلا شيء ضروري لتحقيق النجاح بعد التوكّل على الله أكثر من المثابرة والجد والاجتهاد لأنّها تتخطى كل العراقيل ..
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم
متمنيا لكم النجاح والتفوق