إلى الأخ طلال الشرفات مع المحبة
طلال صيتان الماضي
25-06-2024 07:51 AM
اطلعت على تحليلك المقدر في موقع عمون الاخباري على اثر رأيي بمقالة الرفيق بسام حدادين، وكنت ارغب ان اضع ما ورد بمقالك ضمن شعور النوايا الحسنة التي تختزنُها اُسرياً الا ان الشعور الآخر بالنوايا السياسية ( المدفونة) -اذا جاز التعبير - جلعتني ألا افوت التوضيح لبعض ما لمزت اليه وانت القريب مني ومن تربيتي السياسية والاسرية.
فأنت تعلم يا صديقي باني كنت ذات يوم ضمن مشروع حزب التجمع الوطني الحر تحت التأسيس والذي لم يرَ النور لاسباب نعلمها انا واياك في بداية العودة للحياة الديمقراطية وبقيت مسقلاً حراً سياسياً كما تعلم الى ان انخرطنا واياك في حزب الجبهة الاردنية الموحدة والذي كان يصنف سياسياً يسار الوسط الى ان انتهت تلك التجربة وتركتها انت وانتقلت لحزب آخر خضت الانتخابات باسمه وشاءت ظروفك العملية ان تفرض عليك مغادرة العمل الحزبي الى ان عدت لحزبٍ تركته اثناء التأسيس لاسبابك الخاصة .
أما عن علاقتي التي تفترضها مع التيار الاسلامي لغايه في نفسك فأنا احترم هذا التيار كمكون سياسي وطني يحترمه قائد الوطن قبلي وقبلك كيف لا فاللجنة الملكية لمنظومة التحديث السياسي ضمت ثلاثة اعضاء ضمن تلك اللجنة.
أما علاقتي باليسار فأنا اخترتها لإيماني بمبادىء اليسار العملية في ملامسة حاجات الناس ومحاولة معالجتها بعيداً عن الالتزام الديني الفطري الذي لا اقبل ان يزاود علّي به احد والعزف على وتر علاقتي الارثية كما وصفتها بالاتجاه الاسلامي، فلا أعلم على ماذا بنيتها وإن كانت تهمه تحاول كل ما لاحت لك الفرصة بإلحاقها بي فلتعلم يا اخي الحبيب بأن لدي من الجرأة الكافية باعلان انتمائي السياسي ومواقفي دون حسابات الربح والخسارة لاني من مدرسة علمتها جيداً بانها لو انتهجت تجارة المواقف والقفز على الاحبال السياسية لكانت مكتسباتنا التاريخية والآنية افضل بكثير مما نحن فيه.
أما المقاربة التي أشرت اليها بأن المغالبة السياسية والمنافسة مصطلحان قريبان سياسياً، فاسمح لي ان اختلف معك بأن ما بينهما سياسياً كما بين السماء والارض فالمنافسة مشروعة على قاعدة تقديم الافضل وما يقنع المواطن ضمن ضوابط الاخلاق واحترام عقول الناس وخلفياتهم، اما المغالبة -أبعدنا وإياك عنها- فهي محاولة الاستئثار بالمشهد وحرق مساحات العمل السياسي للتيارات الاخرى وسيطرت الانانية السياسية مما ينعكس على عدم الاستقرار على حالة الوطن.
أخي الكريم، الموضوعية مطلوبة في انتظار ما ستنتجه دورة الاصلاح السياسي فعلينا مسؤولية انجاحها وتوضيحها للناس بالشكل الذي يجعل الامال والطموحات بمستوى معقول على قاعدة أهمية البناء التراكمي للعمل السياسي حتى نصل الى المنشود.
أتمنى أن أكون أوضحت لك لوني السياسي لأنك أشعرتني بأنني صاحب تقية سياسية يتعاطف مع التيار الاسلامي وينتمي للتيار المحافظ ويُدعي الانتساب لليسار وهذه خلطة غريبة على ساحة العمل السياسي وادبياته.