ولد الأستاذ محمد توفيق البجيرمي في الثاني عشر من كانون الثاني عام 1938 في قرية اجزم القريبة من مدنية حيفا، فقلد لجأ مع عائلة إثر نكبة عام 1948 إلى العراق، حيث استكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة بغداد عام 1960، وبعد تخرجه من الجامعة مدرسا اللغة الإنجليزية، حتى تم ترقيته لكي يعمل مترجما ومحررا للأخبار في تلفزيون دولة العراق، قدم برنامج " نافذه على العالم " خلال الفترة الممتدة من عام 1962 وحتى عام 1964م. طرد البجيرمي من العراق عام 1964 ،والسبب هو الاشتباه بأنه ناصري ،وعلي الفور توجه إلى سوريا حيث عمل مدرسا في جامعة دمشق ،وأيضا محرر للأخبار في التلفزيون السوري ، قدم برنامج الشهير "طرائف من العالم " منذ عام 1966 واستمر في عملة حتي عام 1971 م وفي عام 1969 تمكن من دخول مجال التمثيل وجسد شخصيه الجاحظ في المسلسل "البخلاء" .

غادر البجيرمي سورية عام 1971 إلى جامعة شيفيلد في إنجلترا لمتابعة دراسته حيث نال شهادة الماجستير في الأدب الأفريقي عام 1974، حصل على درجة الدكتوراه في الادب الإنجليزي من نفس الجامعة عام 1980، ليعود مره ثانية لتدريس في جامعة دمشق، حيث درس الشعر والنقد الادبي والترجمة والادب المقارن، كلفة بإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه حتى تقاعد عام 2000م، ليعود لتقديم برنامجه القديم "طرائف من العالم " والذي استمر في تقديمة لمدة خمسة وعشرين عاما، ليشتهر به ولكي يرسخ اسمه في الأذهان ، حيث عمل البجيرمي خلال فترة التسعينات من القرن الماضي مترجما لمكتب الأمم المتحدة في جنيف لمدة تراوحت بين سته وتسعة أسابيع في العام الواحد كما عمل مترجما فوريا بين الرئيس الراحل حافظ الأسد والصحفيين الأجانب في عدة مناسبات حيث كانت لترجمة بالنسبة له لها حصة من نتائجه ، حيث ترجمة أكثر من ثلاثة عشرة كتابا .

رحل عن عالمنا الأستاذ محمد توفيق البجيرمي في السابع والعشرين من كانون الأول عام 2013 وتبقى ترنّ في الأسماع عبارته الشهيرة: "تصوّر يا رعاك الله"، تلك التي استطاع تحويلها إلى أيقونة كلامية، لتتحوّل إلى لازمة يتداولها كثير من المشاهدين، في حياتهم اليومية، وهم يعلمون أن براءة اختراعها محفوظة للدكتور محمد توفيق البجيرمي، الذي عرف أيضاً كيف يطوّع صوته بما يتناسب والمقال، بشكل متلوّن درامياً، يجذب المشاهد، ويؤثر فيه، ويمرر له المعلومة التي يريد، بسلاسة وأناقة مُحببتين.

*معتز بالله عليان/ ماجستير صحافة وإعلام