facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روح الحج .. !


الدكتور عماد الحداد
24-06-2024 11:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
"وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"

فمن أعظم مقاصد الحج وأسمى أهدافه إخلاص العبادة لله وحده، وتوجيه القلوب إليه جل وعلا، إيمانًا بأنه المعبود الحق والوحيد الذي يستحق العبادة. وإيمانًا برب العالمين وحده وصاحب الأسماء والصفات الكريمة وحده لا شريك له ولا شبيه له ولا ند له. ولا بد ان تقام هذه الاهداف تمشيا مع روح العباده بتجرد عن الأمور الماديه والدنيويه بلا رياء ولا سمعه.

فرحلة الحج من البداية إلى النهاية تذكير بالرحلة إلى الآخرة وقيام الناس إلى المحشر حيث تتجلى المساواة التي ينادي بها الإِسلام في أبهى صورها، فيقف الغني والفقير والرئيس والمرؤوس موقفًا واحدًا لا يفضل بعضهم بعضًا في أغراض الدنيا.

احمد الله حمدا كثيرا على نعمه اللتي لاتحصى حيث رزقني ومكنني القيام بهذه الفريضه هذا العام ولكن ما أذهلني التناقض الشاسع من اظهار واضح للأمور الماديه والطبقية وتقليل من روحانيه هذه العباده .. صور استوقفتني في مواجهة احدى اعظم الفرائض وأكثرها تقرباً إلى الله ..
1. خدمات باعلى درجات الرفاهيه وأخرى بادنى مستويات الحياه
2. اشخاص تلتحف الفراش من شده بروده المكيفات واخرون تتبخر اجسامهم من شده الحر
3. متخمون من كثره الطعام والشراب وجائعون من القله
4. مخيمات فارهه بكل معنى الكلمه وأناس تنام في الطرقات بلى مأوى دون خدمات أساسيه
5. هدر كبير للطعام والبعض لا يجد إلا الفتات
6. أناس تقوم بالحج سنويا واخرون تفوتهم الفرصه .. واخرون يغادرون هذه الحياة قبل ان يحققوا حلمهم بالحج .
7. تصفح الانترنت والهواتف المحمولة وتصوير السيلفي والفيديو لمواقع التواصل والهاء عن الذكر ..
8. مناطق تتمتع باعلى درجات النظافه وأخرى بأدنى درجاتها..

فلا بد من مراجعه عميقه للنفس لاعاده الحج إلى أهدافه الرئيسيه من الروحانيه والمساواه بتوفير درجه خدمات متقاربة للجميع تتجلى فيها روح المساواه والكرامه والتجرد مع استيعاب أعداد اكبر واتاحة مشاركه اوسع. حيث يمكن تحويل تكاليف الرفاهيه الزائده لانشاء صندوق تكافلي او وقف مستقل للحج لدعم الفئات الاقل حظا تمشيا مع روح العطاء والتضحيه المتجسدة في مشاعر هذه العياده وكذلك الاستفاده من خبرات تنظيميه متوفره في مدن عديده يقصدها الملايين يوميا (أضعاف أعداد الحجاج) وبدون معوقات.

كما في الكثير من تفاصيل حياتنا اصبح الحج للبعض مظهراً من مظاهر التباهي والاستعراض الاجتماعي البائس في الاشارة لحج ال vip والممتاز وكاننا في رحلة استجمام صيفية.

ثم ما حدث ويحدث من تجارة عبر بعض من مكاتب تحمل اسم الحج والعمرة وهدفها محض الربح حيث تُقدم البرامج والوعود ثم في الأراضي المقدسة تتقطع بكثير من الحجيج السُبل وتنقطع الخدمة.

ولعل اخطر هذه الصور ما يُدار من حديث حول بيع للتأشيرات من قبل بعض ( الواصلين) في المجتمع.

اتساءل وقد تكررت هذه المشاهد حتى اصبحت جزءً لا يتجزء من مشاعر عظيمة شديدة السمو اساسها الوقوف امام الله العظيم بتجردٍ من صغائر الدنيا طلباً للمغفرة والتوبة .. كيف استطعنا ان نحيل هذا الفعل العظيم لتناقضات شديدة الدنيوية ..كما فعلنا في رمضان قبلاً ، حين حولنا ايام الصيام العظيمة لمواسم رمضانية في خيم السهر وسباق المسلسلات والموائد والهدر والمشاحنات المُبررة بإسم الصيام.

فذكر ان نفعت الذكرى والله من وراء القصد..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :