مرة جديدة يدعو الدكتور معروف البخيت إلى تقييم تجربة اقتصاد السوق وسياسات الانفتاح الاقتصادي والى التفكير بسياسة اقتصادية ذات بعد اجتماعي. إنه يقول ذلك وهو رئيس للسلطة التنفيذية, ولكن الغريب أن تصريحاته تلك لا تلاقي الانفعال المطلوب من الجهات والأطراف المعنية بالانفعال.
لقد كان من المفترض, من جهة أولى, أن يحتج على تلك التصريحات جميع أنصار نهج السنوات العشر الأخيرة أي أنصار السوق والانفتاح, ومن جهة ثانية, أن يرحب بها خصوم هذا النهج من دعاة الأبعاد الاجتماعية للنمو. والطرفان قويان في البلد ولهما في العادة صوت عالٍ, لكن شيئاً من هذا الاحتجاج أو الترحيب لم يحدث.
كلام البخيت الأخير قاله أمام جمعية رجال الأعمال التي تضم القطاع الخاص "التقليدي" الذي لم يكن يحظى بدعم وإعجاب مجموعة الليبراليين التي تحكمت بالقرار الاقتصادي خلال العقد الأخير, ولكن علينا أن نتذكر أن رجال الأعمال هؤلاء لم يحتجوا بوضوح على تلك السياسات رغم تضررهم منها.
يبدو المشهد وكأنه خصوصية أردنية, فخصوم حكومات الانفتاح وسياسات السوق هم ذاتهم خصوم حكومة البخيت, وهذا يعني أن الحكومات في الأردن صارت أقرب إلى الفكرة المطلقة التي تسبح في الهواء فوق المجتمع, ولا يتحدد الموقف منها بحسب محتواها أو برنامجها. إنها حكومات على العموم, لها خصوم وأنصار ثابتون.
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)