facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كفى !!


د. عادل محمد القطاونة
24-06-2024 07:24 AM

بعد وفاة وفقدان وإصابة العشرات من الحجاج الأردنيين في موسم الحج الأخير الذي إنتهى قبل أيام، وبعد أن تبين لدى الجهات الرسمية أن هنالك بعض الملاحظات في طريقة التعامل مع الحجاج من حيث المعلومات المقدمة والمعطيات المتوفرة من قبل بعض المكاتب السياحية وغيرها من الشخصيات الأنانية التي أوهمت بعض المواطنيين البسطاء في حجٍ مبرور وسعيٍ مشكور، ولكن أهدافها كانت في ربحٍ مبتور وسعيٍ مأجور!..

لطالما كانت الأحداثُ المؤسفة والأخبار المُزعجة سبيلاً للتعرف على بعض الأخطاء والأهواء، من قبل بعض المؤسسات والأفراد؛ فحادثة وفاة 14 طالب في البحر الميت قبل أربع سنوات، بينت بما لا يحملُ الشك أن هنالك خللاً في إدارة بعض المكاتب السياحية لرحلاتها وبرامجها، فتنظيم الرحلات المدرسية لا يمكن إلا أن يكون بتنسيقٍ مسبق مع جهة سياحية عارفة وقادرة على إدارة المكان والزمان؛ اليوم تتكرر الأحداث الموجعة في حجاج أردنيين مفقودين وآخرين مصابين وفي من كتب لهم الله الموت في مكة المكرمة مع الشهداء والصالحين، وبعيداً عن الإيمان بالقدر خيره وشره وعن كرامة الوفاة في تلك الأراضي المقدسة، فإن الوجع يكمنُ في كمية الوهم التي إبتاعها البعض للحجاج في سهولة الدخولِ والوصول، المرورِ والعبور !.

تشيرُ الاحصائيات غير الرسمية إلى أن عدد المكاتب والشركات التي تعمل في مجال السياحة والسفر والحج والعمرة قد قارب الألف، ومع إزدياد عدد الشركات العاملة في القطاع السياحي، وبين ما هو سياحي وشبه سياحي، ومن هو متخصص في السياحة الداخلية وآخر في السياحة الخارجية، متخصص في النقل البري وآخر في النقل الجوي، يتساءلُ البعض عن التنظيم والعمل المؤسسي الذي يحكم بعض هذه المكاتب والشركات؟ كما ويتساءلُ البعض عن جودة الحافلات المستخدمة في النقل البري والطائرات الموجودة للنقل الجوي! ويتساءلُ البعض عن طبيعة الخدمات المعروضة من تجوال وترحال، من طيران وأمان، منطقي وغير منطقي، قانوني وغير قانوني!.

كفى، لقد حان الأوان لاتخاذ قرارات جريئة وعميقة، قراراتٍ حاسمة وفاصلة، واستبعاد الموظف والمسؤول الذي يتبع سياسة السكون في إدارة ملفات مؤسسته أو دائرته الحكومية، فسياسة "سَكّن تسلم"، والإنتظار لحين وقوع الخطأ لتحرك بعض الجهات للعمل، لم تعد مقبولةً بعد اليوم ! .

هنالك العديد من التساؤلات التي يطرحها الكثيرون من حين لآخر: لماذا الإنتظار لحين وقوع المشكلة؟ فعلى سبيل المثال، الرقابة على المكاتب السياحية والإطلاع على عملياتها ونشاطاتها، معرفة نظامها الإداري والمالي، عروضها وخدماتها، الاستفادة من التغذية العكسية من متلقي الخدمة ليس من بديهيات المتابعة والرقابة، بل هو من الأساسيات! والموضوعُ لا يتوقف عند حادثة حجاج بيت الله الحرام!.

إن سفر بعض الشباب لدول غربية بطرق غير شرعية وغير تقليدية لم يكن إلا من خلال جهات استغلت الاهتمام وحولته إلى أوهام ! مخرجات التعليم العالي بحاجةٍ لتقييم عميق وفكر دقيق! حجم التبادل التجاري بين الأردن ودول الاتحاد الأوروبي بحاجةٍ لقرارات جذرية وخيارات استراتيجية! دخول الاستثمارات الخارجية بحاجة لفكر إستراتيجي وقرار واقعي! خفضُ نسب الفقر والبطالة بحاجةٍ لدراسات شاملة وإحصائياتٍ كاملة ! النقل العام بحاجة لإعادة بوصلة الفكر المروري بشكل جذري فحافلات يحكمها كنترول مزاجي وسائق هوائي، ليست بالأمر الثانوي ولكنها في صلب الإصلاح المروري! .

على الرغم من كل الإيجابيات والإنجازات الوطنية إلا أن بعض السلبيات بحاجة لبعض القرارات الحاسمة التي تصنع طريقاً جديداً عنوانه الأمان المعيشي والمروري، والرفاه الاقتصادي والاجتماعي في دولة يسودها النظام والقانون، عندها يصبح الحاج آمناً في سفره، والموظف متفائلاً في عمله، والطالب متميزاً في علمه، والمواطن مؤمناً في وطنه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :