"رؤى" .. إجراء اجتماعي رفيع المستوى
23-06-2024 12:12 AM
عمون - أميرة محمد - الانعطافة الإيجابية التي تمر بها الدولة الأردنية والتحول الديمقراطي بشكله الحقيقي، يتطلب معه اجراءات اجتماعية ايضا تساهم في تحضير البنية الاجتماعية ومنحها مساحات حقيقية للمشاركة والتمثيل والمساهمة في تنمية الوطن والمجتمع.
مشروع " رؤى " الذي تنفذه جميعة العون الخيرية بقيادة الإعلامية نور الدويري، يمثل في مضمونه إجراء اجتماعي رفيع المستوى، ليس لأنه يحدث على إيقاع بناء الوعي السياسي الاجتماعي ومتطلبات اللحظة الراهنة أردنيا ورفد المجتمع بالقيادات الشابة الكفؤة، إنما أيضا لانه يستهدف المرأة الشابة الأردنية التي تمثل نحو 60% من الطاقة البشرية في الجامعات الأردنية، ولأنه أيضا يبني قدراتها القيادية ويدفع نحو دمجها التفاعلي في المشاركة العامة.
يأتي هذا المشروع أولا كاستجابة وطنية مسؤولة تجاه طالباتنا وزيادة معدلات مشاركتهن في صناعة القرار وبناء وعيهن السياسي، حيث لا تتعدى نسبة مشاركتهن في انتخابات اتحادات الطلبة 20%، وثانيا كمحاولة جادة لتقديم الحلول العملية للتحديات التي تواجه وتحد من مشاركتها السياسية، التي خلقت إما بدافع الصورة النمطية التي ترسخ عجزها في المشاركة العامة، أو بدافع فقدانها لثقتها بنفسها أو لأسباب تتعلق بالوعي الجمعي والموروث الاجتماعي أو حتى للتمييز القائم على النوع الاجتماعي.
يستهدف المشروع 30 طالبة ممن كان لهن مشاركة في انتخابات الجامعات، موزعات على ثلاثة جامعات اليرموك ومؤتة والهاشمية يمثلون ثلاثة أقاليم الشمال والجنوب والوسط، في خطوة تضمن استهداف التنوع الديموغرافي في المملكة وشمول أوسع شريحة اجتماعية نسائية ممكنة.
ويسعى المشروع لتحقيق بنك أهدافه المتمثلة بزيادة مشاركة الطالبة الأردنية في صناعة القرار السياسي عبر الانتخابات الطلابية لا سيما وأن تلك المرحلة تشكل نقطة التماس الأولى لتشكيل الوعي وصقل الشخصية. ورفع مستوى الوعي السياسي لدى الطالبات الاردنيات.
إضافة الى تغيير الصورة النمطية المجتمعية عن المرأة الأردنية، وزيادة معدلات المشاركة السياسية الحزبية للمرأة ، ورفد المجتمع بنماذج قيادية شابة نسوية مؤهلة مستقبلا ومسلحة بالمعرفة والعلم والوعي السياسي، ووضع حد للعنف الطلابي لا سيما المبني على النوع الاجتماعي وخلق مناخ صحي في جامعاتنا الأردنية، وبناء ذاكرة وطنية لقصص نجاح حية للمرأة الأردنية الواعية والمسؤولة.
مشروع "رؤى" خطوة في اتجاه ذكي ومسؤول وهو جزء من المسار الوطني الذي نطمح إليه في سياق بناء أردن قوي منيع بوعي شبابه وشاباته باعتبارهم قوة الدفع والتغيير الحقيقية نحو بناء الدولة المجتمع.