facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رقم افزعني .. فعلينا الحذر لما بعد احداث غزة


محمود الدباس - ابو الليث
22-06-2024 12:15 PM

لا يخفى على احد حجم المأساة التي هي عليها غزة الان.. وأرجو الله ان تكون بداية نصر وتمكين.. وان يكون ما حدث ويحدث من قتل وتدمير في الاتجاه الصحيح لتحرير المحتل من ارضنا.. فما حدث قد حدث.. ولكن علينا بتحليل ما يحدث لاستشراف ما بعد الحدث..

فمنذ اندلاع الاحداث والكل يترقب لما ستؤول إليه الامور.. وراهن البعض على انها ستكون احداث كساباقتها من حيث الوقت وحجم الاضرار وحتى النهايات.. إلا ان الأمر اخذ منحى مغايرا.. فصلف العدو وبطشه ووحشيته ظهر بالمظهر الذي يليق بهكذا عدو لا يرقب في انسان من غير ملته إلاً ولا ذمة.. وكل ذلك بحجة حجم الفعل الذي قامت به المقاومة.. وانه يريد القضاء عليها او على اقل تقدير بنيتها التحتية واللوجستية..

حجم الدمار فاق الوصف.. وعدد الشهداء كبير.. والجرحى من كافة المستويات والاشكال الصحية كبير جدا.. ولكنه في سبيل تحرير الاوطان قد يكون بسيط..

يتحدث الكثيرون عن ما بعد وقف القتال.. ويضع الكثيرون السيناريوهات.. ويحق لهم ان يسرحوا بخيالهم الواسع.. والذي ارجو الله ان يكون مبنيا على علم ودراية.. وارجوه تعالى ان يكون في صالح اهل فلسطين..

وما استثارني هو خبر تحدث عن عدد الاطفال الذين فقدوا ذويهم او احد منهم.. وكان ذلك امام اعينهم وعلى وقع سماعهم لصرخات وآهات ذويهم.. ولم يكن فقد طبيعي كأي فقد للاهل جراء مرض او موت اعتيادي..

نتحدث عن أكثر من 17 الف طفل.. وحين نقول طفل.. وجب علينا ان نعي مراحلهم العمرية والتي لا تتعدى الثامنة عشرة.. وانا اقول بأن غالبيتهم ان قسمناها الى ثلاثة فئات.. فسيكون العدد الاكبر لمن هم دون الثانية عشرة..

ومن منظور نفسي.. نعلم ان اكثر مراحل تكوين الشخصية هي تلك الفترة من العمر.. وان ما يتعرض له الطفل في هذه المرحلة من امور واحداث سلبية.. يكون ملازما له طول حياته..

ولن ادخل بتفصيلات نفسية معقدة.. وسأسرد بعضا مما قد يواجهه هؤلاء الاطفال في حياتهم.. فالأحداث الدموية والصدمات التي يتعرض لها الأطفال يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة ودائمة على تطور شخصياتهم وسلوكياتهم في المستقبل.. فمن يتعرضون للعنف ويشاهدون أحداثا دموية سيعانون من مستويات مرتفعة من التوتر والقلق بشكل مستمر..

اضافة الى ان هذه التجارب ستؤدي إلى تطوير اضطرابات ما بعد الصدمة.. بحيث يعاني الأطفال من ذكريات متكررة ومؤلمة للأحداث التي شهدوها.. وكوابيس تلازمهم..
ومن اخطر ما قد يظهر لدى هؤلاء الأطفال.. السلوكيات العدوانية.. وقد يميلون إلى إظهار سلوكيات مخاطرة أعلى من المعتاد.. كالذي قد يقدم عليه اطفال لم يشاهدوا هكذا احداث..

وحين نطلق العنان لمخيلتنا لما سيكون عليه هؤلاء الاطفال إن لم يجدوا الحضن الدافئ الصحيح والسليم والقويم.. ولم يجدوا الرعاية الحقيقية والمدروسة والمهيئة لمصلحتهم.. لكي يتعاملوا مع ما حدث لهم بشكل إيجابي فعال.. فان الاحتمالات التي يمكن أن يصبح عليها امثال هؤلاء الأطفال عندما يكبرون.. والذين مروا بأحداث دموية وصدمات كبيرة.. الميل إلى العنف.. خاصة إذا كانوا يعيشون في بيئات تروج للعنف والتطرف.. ومن اهم امثلته تعرضهم للاستغلال من قبل جماعات متطرفة.. وبالتالي التورط في أنشطة إجرامية أو إرهابية..

من هنا اطلقها صرخة الى كل من عنده ذرة خير تجاه اهلنا في فلسطين.. بان يتم النظر الى هؤلاء الأطفال بكل حس انساني.. بان يتم احتواءهم بالشكل الصحيح.. والذي يصب في مصلحة قضبة الامة.. ولا ان نساهم في اخراج اكثر من 17 الف فاقد للأمل.. وحاقد على كل من تسبب فيما هم عليه.. فيكونون -لا قدر الله- قنابل موقوتة يجيرها ويستغلها اعداء الامة تجاهها.. بحجج قد يزرعونها في اذهانهم من خلال دس السم في الدسم..

اللهم عليك باعداء الامة.. وانصر اهلنا الصامدين المرابطين.. وأعد الى الامة اقصاها عزيزا.. وارزقنا فيه صلاة قبل الموت وهو محرر من دنس الصهاينة الغاشمين..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :