لا شك بأن ما يبعث على "الحزن والأسى" هو ما جرى لبعض من حجاج بيت الله الحرام من تعرضهم لضربات الشمس، والتي أدّت الى مضاعفات صحّية نتج عنها حدوث وفيات بينهم؛ حيث بلغت نسبة الوفيات التقديرية لعدد الحجاج قرابة 1000 حاج من أصل حوالي 2 مليون حاج لبيت الله الحرام. فهذه الأرقام الإحصائية كانت مذهلة وغير مسبوقة؛ لا بل مرتفعة جدا، فماذا تعني هذه الأرقام وما هي مدلولاتها الإحصائية؟
1- في قوام القوات العسكرية يبلغ حاليا متوسط الضحايا 13.4 وفاة جراء أسباب مختلفة لكل 100 الف عسكري مقاتل في كل عام، وذلك حسب آخر دراسة عالمية منشورة.
2- في الأمراض المستعصية كمرضى سرطان الجلد؛ تبلغ نسبة الوفيات حوالي 2.5 وفاة، أي ما يقارب 3 وفيات لكل 100 ألف مريض بذات المرض في كل عام.
3-وفيات مرضى السكري 20.9 وفاة لكل 100 ألف مريض بداء السكري في كل عام.
4- وبالمقابل فلقد بلغ عدد ضحايا الحج لهذا العام ومن كافة الجنسيات قرابة 50 حاج لكل 100 ألف حاج من أصل حوالي 2 مليون حاج لبيت الله الحرام؛ خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين لأداء فريضة الحج!!
والسؤال المطروح على من تقع هذه المسؤولية في عدد الوفيات غير المبرر؟ أهي على وزارة الأوقاف؟ أم وزارة السياحة؟ أم المكاتب السياحية المعنية؟ أم ماذا؟
الخلاصة؛ لا أعتقد بأن هذا الموضوع سيمر مرور الكرام؛ وخصوصاً أننا دولة نتغنى فيها دوماً بأننا دولة قانون ومؤسسات، كما أن ذلك قد يستلزم من الجهة المستضيفة للحج بذل المزيد من الجهد حفاظاً على حياة الحجيج وخدمتهم الخدمة (المثلى)، كما أننا أحوج ما نكون الى وقفة لمراجعة الأرقام أعلاه، مما يستوجب التدقيق والمحاسبة، فأرواح الناس -وبغض النظر عن كافة الأعذار- هي قطعا ليست لعبة مستباحة..