facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




النيران الصديقة .. بين هاني ومهند!


أحمد سلامة
19-06-2024 03:50 PM

في ظلال العيد، يفطن المرء للكثير من الانسانيات التي عادة ما تفر من بين ضلوعنا في زحمة احداث الحياة القاسية!

وازعم حد اليقين، ان الصداقات الوارفة باستمرارها دون تعرضها (لطلعات ونزلات) تبقى ارق الذكريات واجدرها في التذكر بالكتابة فيها..

ولعل الصديق والاخ و(الابن) والصفة الاخيرة بقصد التشديد على الحميمية الدكتور الاعلامي المرموق هاني البدري هو من قلة في حياتي التي ابدا ما تعثرت علاقتي به باي درجة من سوء الفهم، لذا قررت ان اكتب عنه في اجواء العيد لان معنى صداقته عندي هو من مشتقات العيد واحدى معانيها..

كذلك فان اخر حلقة في برنامجه الوطني الذائع صيته (نيران صديقة) قد استضاف به العزيز الغالي وعالم التوثيق النبيل الجنوبي الطيب قلبه الدكتور مهند المبيضين، كوزير للاعلام… ومهند عندي بذات السوية منذ ان جمعني به ذلك النشمي الاردني الجسور الدكتور رائد العدوان في احدى صباحات بقايا (التسعينيات) الفائتة وبقينا على حب موصول وكريم خلق من طرف ذلك المؤرخ!!

كان تجاذب الحوار بين (المؤرخ والاعلامي) فيه دفء وفيه علم ومحبة فائقة… حفزتني تلك المحبة ان اقول في هاني شيئا مغمسا بالحب!! ولعلي اعود الى مهند لذكره فيما يستحقه لاحقا!!

ثمة وصمة اضحت احدى قيمنا المزخرفة والتي تضج بالوهن (مقال منافق او متزلف او يخلو من الحقيقة) كلها صفات نفخ بها نفر من ذوي (الطواقي الخفية) التي تزعم انها تصنع الراي العام عندنا!! واضحى النقد المر السلبي فروسية وان ذكر اي شيء ايجابي يصبح نفاقا!! تلك حكاية اردنية من حكايانا التي نحتاج ان نغربل الكثير من مثيلاتها

لعل الظلم الذي يقع على الاعلامي (كاتبا، صحفيا، صاحب صحيفة الكترونية او احد مشاهير الشاشة) يتجلى في انه يقدم كل البشر ويكتب عن كل البشر ولا احد يذكره بخير!! وتلك ايضا حكاية اخرى!!

لذا ساخصص اليوم هذا المقال عن الاعلامي الاستاذ الذي يستحق كل ثناء انه الدكتور هاني البدري فاقول فيه:

عرفته في شهر نيسان من عام ١٩٨٥م طالبا في السنة الاخيرة، حين التحق ببرنامج (التكوين) للشباب الاردني كقادة لمعسكر قومي ضم نخبة ١٢ دولة عربية لمناسبة السنة الدولية للشباب وكانت الاردن بوابة ذلك القرار الاممي

كنت في قلب تلك التجربة التي انبثقت عن منظمة شبابية اردنية هي (المنتدى الانساني الاردني).. كان الطالب هاني البدري يضج بصخب اعلامي فريد.. وجاء الي مسكونا بتجربة مهرجان جرش التي للتو باشر صانعها وملهمها الدكتور مازن العرموطي اشهارها كتجربة اردنية ستظل مطلع الابداع في ذلك الجهد الذي تلاقى فيه مؤازرة ودعم المستقبلي المدهش عدنان بدران، وبريق ذلك الشاب الذي ان احببته
ترى في ابتسامته الجميلة فتنة ورمزا للحب، وان تعاطيت معه عن بعد فانك ترى في طول قامته ومهابته كبرا وغطرسة تباعدك عنه.. كان مازن العرموطي قد شحن جيلا يرموكيا بالوطنية والجسارة والالهام والاقدام..

وقد جاءوا في اغلبهم من هناك لفعل جديد وصورة جديدة عن مشروع النهضة العربية وآليات رسالتها وكيف آلت للاردن كفكرة سامية من افكار عظيم العرب (المغفور له الشريف الحسين بن علي).. وكان هاني في قلب تلك التجربة وجاء الي وكنا في معسكر عجلون معتصمين ندرب ونتدرب نسابق الزمن لان شهر اب من تلك السنة كان هو موسم حصاد جهد سنتين اثنتين!!

وعرض علي رغبته المباشرة في اعداد نشرة عن (المعسكر القومي) تكون يومية وفي ظني ان تلك تجربة قد نجحت بضراوة في مهرجان جرش..

استمعت اليه.. كان شابا انيقا ونحيفا ويتكلم بسرعة الواثق من يقينه ونظرت فيه وهو يعرض افكاره.. ولم ينل موافقتي ولا حسمت موقفي تجاه مقترحه بالرفض، لكني تمسكت به وعرضت عليه ان ينخرط في لجان الاعداد والتأهيل مع شباب الجامعتين الاردنية واليرموك.. كانوا ثلة منهم لا ينامون الا قليلا ونستدعيهم في الصباحات المبكرة جدا ليظفروا بمحاضرة من جنرال باكستاني ارخ عن خالد بن الوليد او عبد العزيز الدوري او علي محافظة او مؤرخنا المرموق الدكتور عدنان البخيت!!

ظل حنين (هاني) على طول انخراطه في تلك الورشة الوطنية عام ١٩٨٥م الى الاعلام ولم اكتشف فيه اية رغبة للانخراط في التنظيم والتأهيل..

بعدها افترقنا حين انتهت التجربة بنجاح مرموق توجه المغفور له الملك الحسين رحمه الله (استقبال جلالته) للوفود في بسمان العامر
وقدم التهنئة لنا بنجاح تلك التجربة

اظنه غادر لامريكا في تحصيل علومه العليا وعاد وانخرط بالكامل في تجربة التلفزيون الاردني!!

في كل محطة من محطات هاني كان يثير غبارا محمودا لمحبيه ولا يحجب موهبته والاعتراف بها، وكذلك كان ذاك الغبار من محاربي المواهب ومن (الماوربين في النوايا بنقدهم) يمنح غير المحبين لـ هاني ادوات ادانة لموهبته!!

حين انتقلت من مدير للتحرير في جريدة الراي للعمل مع فريق سمو الامير الحسن بادارة المرحوم ميشيل حمارنة كي احمل اعباء ملف الاعلام في تسعينيات القرن الماضي، بالتشارك مع المرحوم علي الفزاع رفيق الحب والكلمات القديمة وحبر نهاد الموسى واندلسيات عبد الكريم خليفة وامجد العضايلة وفقه الله.. كان هاني البدري الاعلامي التلفزيوني المختص بتغطية اخبار سمو الامير الحسن والمرحوم كساب سماوي المختص بتغطية اخبار سيدنا الحسين يرحمه الله..

وعلى بوابة العمل الجديد خيرني سيدي حسن اطال الله في عمره بمؤتمر لحقوق الانسان بفينا ان ابقي على مهمة هاني او استبدلها
باخر..

وتريثت في الاجابة واستأذنت سموه ببعض الوقت!!

وعلى مدار السنوات الاربع اللاحقات وهي اصعب مرحلة في تاريخ الصحافة والاعلام كان على العاملين فيها ان يراعوا مشاعر اناس كانوا يرون ظل الشهيد صدام حسين في القمر الى واقع بعده مرير حد العلقم لخصه سمو الامير الحسن للتاريخ بهذه الجملة / المانشيت في صحيفتي السفير اللبنانية والراي الاردنية (لقد ذهبنا الى واشنطن بمذكرة جلب)

بين (القمر) و(مذكرة الجلب) كان هاني البدري شريكا في كل ادوات المطبخ الاعلامي يفهم (بالوما) ويبادر بمهنية ويخدم وطنه ومليكه باخلاص متميز..

وكان هذا الفتى الاردني يقظا حد الحب كنت اشاركه (المنتجة التلفزيونية) وشاركني اعداد (النص) وكرس كل وقته وروحه للعمل الوطني
ورافق سيدي الحسن في كل مهماته الصعبة والمركبة من لقاء شمعون بيريز حتى زيارة سراييفو تحت القصف، ومن لوكسمورغ الى بروكسيل ومن لندن حتى طوكيو..

ولم يكن الا صادقا اشهد في ادائه الوطني كل احترام…

كان سمير الرفاعي في المكتب الخاص لسموه، والمرحوم احسان رمزي الذي اصبح مديرا عاما للتلفزيون وناصر جودة الذي عاد من مهمته مديرا للمكتب الاعلامي في لندن ليمسك بادارة التلفزيون وهاني البدري وانا.. قد تداخلت رؤانا وجهودنا بوطنية نبيلة لتلبية متطلبات تلك المرحلة كل في باب مهمته وظلل ميشيل حمارنة رحمه الله افق التجربة كلها بدفء ابوته!!

كان هاني البدري مواظبا على المبادرة والابداع وساظل اذكر له كجزء مما تعلمته منه في باب التلفزة حدثين اتاهما بمهنية…

الاولى: برنامج ستون دقيقة، كان اول من اقترح هذا العنوان هو هاني البدري حين فرغنا من تلبية متطلبات (مذكرة الجلب) لم يكن يخفى على اي محب لسيدي حسن الهم والضيق الذي اعتراه عقب اللقاء الاول في اكتوبر مع شمعون بيريز في البيت الابيض سنة ١٩٩٣م
وبعد ان فرغ ابو عمار من توقيع اوسلو وطارت الطيور بارزاقها، وجاء من هو مسؤول في البيت الابيض للقول اما ان تاتوا غدا واما ان طريق العودة الى عمان سالكة… ولم تكن الطريق سالكة (كانت اثار وبقايا حرب الخليج ورواح الفلسطينيين كقيادة الى النرويج يبحثون عن اشارة دخول الى عالم الامركة والاسرلة ومصر مبارك تلعلع بنصر مزعوم وتجعجع وسوريا القومية خلصت على الجيش العراقي وكل نال جائزته الا نحن كنا ننتظر الجزاء بمرارة!!

كان علينا مسؤولية ان نقدم الرواية الاردنية الوطنية للتاريخ وهكذا… بحوار عميق دام ليلة كاملة في فندق الويلارد بواشنطن كان نجمه عون الخصاونة توكلنا على الله وحظيت بتوجيه حكيم من ذلك القاضي الدولي الموقر دولة ابو علي (ال عون) ورحت اكتب النص (بين واشنطن ونيويورك) احيانا يفخر المرء في شيء يكتبه حين يكون وطنيا لكن الرضا عن اخره قد استبد بي عقب انتهائي من كتابة ذلك النص ودفعت به الى هاني البدري لمعالجته تلفزيونيا عاد الي بعد قليل بعدة ملاحظات مهنية صرفة قال ابو رفعت في برنامج مهم جدا بامريكا اسمه ستون دقيقة خلينا نجرب العنوان وهكذا اضحى النص باقتراح من هاني دون غيره (ستون دقيقة بين واشنطن ونيويورك)!!

استعرض البرنامج موقف الاردن من خطاب سيدنا الحسين في قمة بغداد ايار ١٩٩٠م حتى لقاء شمعون بيريز بالوثائق والحقائق وحين عرضه هاني بصوته وبادائه اعجب سيدنا البرنامج وامر ارساله وثيقة لكل سفاراتنا في الخارج على انه موقف الاردن الرسمي وافترض ان ذلك البرنامج متوفر في خزائن التلفزيون!!

بعدها وبرغبة من الحسين يرحمه الله تحول ستون دقيقة الى برنامج اضحى الاول ايام زمان في البرامج السياسية التوجيهية!!

اما الحدث الثاني: فقد كان المرحوم الدكتور عبد السلام العبادي برفقة سمو الامير الحسن في زيارة سموه للهيئة الخيرية الهاشمية الاردنية وكان ذلك ابان استقبال نازحين بوسنيين وحالة البوسنة سيئة للغاية.. وطرح سموه على الحضور سؤالا عن افضل الطرق لاعانة اهل البوسنة!؟

تحدث هاني البدري في حضرة سمو الامير الحسن واقترح (تيليثون) تلفزيوني يوم الجمعة وكان ذلك يوم ثلاثاء وبارك سموه الفكرة ورفعها الى جلالة الحسين فاصبحت ارادة نافذة.. لقد تحمل هاني البدري الاعداد لذلك البرنامج الذي كان انجح برنامج تبرعي لعمل انساني اقدم عليه التلفزيون الاردني على الاطلاق…

لقد استهل جلالة الحسين ذلك التبرع بـ ٥٠ الف دينار وعند المساء كانت الملايين المجموعة قد تجاوزت العشرة بكثير ثم بعد ذلك مشت الحادثات في غرف الاعلام الوطني الى مرحلة جديدة حين اصبح حادي ركب الاعلام الوطني معالي الدكتور مروان المعشر واضحى الاعلام ملفات تتوازعها قوى كانت (غشيمة) في مهمات الاعلام الوطني وغادرت ساحة الاعلام من وقتها لاتعلم بعض الوقت في لندن واعود الى عالم الصمت والحياد وافترقنا هاني وانا من جديد !!

وعلمت بعدها انه تم تضييق الخناق عليه كالعادة فلكل مرحلة فرسانها وحناجرها وقادتها!!.. وراح هو الى عالم الغيب ورحت انا الى عالم الصمت فالضجيج بتجربة صحيفة الهلال الاسبوعية مرة اخرى فالرواح الى البحرين ١٣ سنة مما تعدون

اول المستقبلين الي قبل حتى عودتي وانا في البحرين كان هو الغالي هاني البدري حين دعاني الى محاضرة عن السوشال ميديا في جامعته حيث اضحى اكاديميا وفرحت به وله..

هاني البدري حدوتة اردنية باذخة في البهاء واستعراضها اجمل من الجميل فهي حدوتة تنبئك ان لا شيء يبقى على حاله في الاردن الا جل جلاله فهاني الاستاذ المهني الوطني الذي لا ياتيه العيب من اي منحنى تمت ملاحقته وتقويض تجربته من غير سبب وهل هناك اي سبب لاي حدوتة مماثلة!؟

كذلك عاد هذا ال هاني فاشرق واينع وابرق من جديد فالموهوب لا يمكن اجتثاثه وهاني اكثر من موهوب !!

في اخر التماعاته نيران صديقة ثمة ولادة جديدة لنهج اعلامي جديد مشرق وناجح ولقد طوف هاني في برنامجه على كل الوان الطيف في الاردن دافئا وحنونا واستاذ مهنة

هاني البدري اصبح بوابة الحلول للمحتاجين والمعذبين في الارض وهو واسطة كريمة بين السلطة والجمهور في برنامجه الاذاعي الصباحي!!

وهل يخلو هاني من جوانب نقدية في شخصيته او اداءه؟!

هذه (اللاكن) الاردنية الماكرة التي تستخدم طواعية في اي تقييم اردني كالعادة لا احبها ولا احب استعمالها مع هاني فهو في نظري يستحق كل ثناء

لقد قدم هاني البدري للاعلام ما يصح ان يكون مدرسة ولم يكن بامكان هذه الموهبة من ان تتبلور لو لم يقف خلفها من امن بها وفتح لها الباب على مداه في تلفزيون عمان وعقل منفتح يرعى كل ناجح هو عقل الاخ المحترم مهند خليفة، وزيد جمعة تلك التجربة التي تستحق ان تدرس

اكتب عن هاني اليوم ردا لجميله الذي قدم الاردن كله ولم يكتب عنه احد، واكتب عنه وفاء لصداقة وحب جمعتنا في احلك الظروف فلا هو تنازل عني ولا انا فعلت ذلك قط

المجد للمواهب المبدعة والتي لها فينا طعم العيد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :