ضمن لقاءات وتليفونات المعايدة.. قال لي احدهم "ليش بتتشاطر على الواق واق.. وما بتحكي عن حكومتنا؟!"..

بصراحة كان سؤالا ليس عفويا وامام مجموعة من الناس.. ولكن ما دعاني للاستغراب انني كنت اظن الجواب معلوم للجميع.. وهذا ما جعلني اكتب هذه الكلامات..

في الواقع انني لا اجيد صياغة العبارات.. واختيار المفردات.. ولا اعرف كيفية التلاعب بالكلمات واختيار الاسقاطات..

وفي النقد يجب ان تكون حذرا جدا.. حتى لا تصطلي بنيران بند من تعليمات في احد قوانين النشر..

لذلك اسعد كثيرا حين ينقل لي احد المتابعين انه استمتع بقصة من قصص الواق واق.. وتسلى لفترة من الزمن وهو يقرأها..

واسعد اكثر واكثر حين اعلم ان بلاد الواق واق لا تحاكم اشخاصا يتحدثون عنها خارج حدودها.. فهي غير منتسبة لا للانتربول ولا العرب بول.. وانا مِني وعليّ ما بعرف وين هي.. ولن اذهب لزيارتها.. لذلك اكتب وانا مرتاح..

اما عن حكومتنا الرشيدة.. فللأمانة لا اجد شيئا واضحا لأكتب عنه..

وذلك لانني وامثالي نرى الامور على غير ما هي عليه..

فكم من كاتب او ناشط كتب عن امور بدت لنا جمبعا ان فيها على الاقل شبهة فساد.. او تقصير لمسؤول.. او رفع لاسعار الطاقة والكثير من السلع.. او قد تلحق الضرر في جانب من جوانب حياة المواطنين.. وما هي الا لحظات.. الا ويخرج الينا بيان "مطنطن" وبالادلة التي تجعلنا نسب على ذلك الكاتب الذي ظلم تلك الجهة او ذلك المسؤول..

ناهيك عن امر الفزعة والدفاع عن الاخرين في شتى البلدان.. والتي احيي بها مؤسساتنا الحكومية.. وذلك من خلال القوانين القوية التي تضبط لسان اي واحد تسول له نفسه ان بتحدث عن بلد او مؤسسة في بلد..

قبل ما يقرب الستة اشهر.. تحدثت عن قصة مدير "مدلل" في احدى مؤسسات في بلاد الواق واق.. وكيف تمت زيادة راتبه بشكل سري وبحوالي الضعف.. وكيف تعنصر حوله مجلس ادارة الواق واق.. ورئيس مجلس الشورى عندهم.. والمضحك ان كل هذا ليتم تمرير ما يقرب من 17 الف وحدة نقدية من عملة الواق واق.. وليس ملابين..

الجميل في الموضوع.. ان احد المسؤولين في إحدى اذاعاتنا كان يرتب لي لقاءا لكي اتحدث عن امر يهم الاردن.. وللاسف تم الغاء الامر لانني تحدثت عن مؤسسة مشابهة في بلاد الواق واق.. فما بالنا لو تحدثت وانتقدت احدى الاذاعات اردنية لا سمح الله ولا قَدَّر.. او عن اذاعة ذلك المسؤول بشكل مباشر؟!.. هنا اضطر لأقول "يا هم لالي"..

بصراحة.. الحديث عن بلاد الواق واق ونقد مؤسساتها ومسؤوليها.. فيه شجون وليس سجون.. وما بيوجع الراس.. ولا يحتاج الى الكثير من التعمق واتعاب العقل في قراءة ما بين السطور والتحليل.. لذلك اكتب وانا مرتاح.. واضمن تسلية وعدم ضجر للمتابعين..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وارضا..