facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحدي العالمي .. سد فجوة فرص العمل الكريمة للشباب


أ.د وفاء عوني الخضراء
19-06-2024 10:57 AM

في السنوات الأخيرة، عانى المشهد العالمي في توفير الفرص الوظيفية الكريمة التي يستحقها الجيل الحالي.

يمكن أن يُعزى هذا التأخير إلى عدة عوامل:

وتيرة التغير التكنولوجي السريع وظهور الثورات الصناعية الجديدة والمُتعاقبة تجاوزت قدرة الأفراد على تحديث مهاراتهم وكفاءاتهم وكفاياتهم. مع ظهور الذكاء الاصطناعي والأتمتة والرقمنة، تتطور طبيعة العمل بشكل مستمر، مما يترك العديد من خريجي الجامعات والعاملين في الخلف.

المؤسسات التعليمية، وخاصة الجامعات، بطيئة في تحديث وإصلاح مناهجها لتلبية الكفاءات والكفايات والمهارات الجديدة المطلوبة في سوق العمل المتغير. لا تزال العديد من البرامج تركز على القواعد المعرفية والمهارية والتعلمية التقليدية التي لا تعد الطلبة بشكل كافٍ لمستقبل سوق العمل.

غالباً ما تكون الحكومات غير مجهزة لتلبية متطلبات التغيرات الحالية. فهي تواجه مجموعة من التحديات، بدءًا من تحديات الاستقرار السياسي إلى القيود الاقتصادية، مما يعيق قدرتها على تنفيذ سياسات فعالة تعالج التعطل عن العمل ونقص التوظيف.

أدت هذه العوامل إلى فجوة أداء كبيرة بين الشباب، مما أدى إلى مستويات عالية من نقص التوظيف والتعطل عن العمل. تؤكد الإحصائيات العالمية الحالية على خطورة القضية. وفقًا لمنظمة العمل الدولية، قُدرت نسبة البطالة بين الشباب على مستوى العالم بحوالي 13.6٪ في عام 2022، مع حوالي 267 مليون شاب ليسوا في عمل أو تعليم أو تدريب (NEET).

لمعالجة فجوة الأداء وهذه الأزمة، هناك حاجة إلى نهج متعدد الجوانب، يشمل إصلاح التعليم بكل أشكاله، والابتكار في السياسات، وأنظمة الدعم الاجتماعي.

فيما يلي عدة خطوات يجب اتخاذها:

يجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية تحديث منظومتها الأكاديمية وبشكل مُستدام لتشمل كفايات في التقنيات الناشئة، والمهارات الرقمية، والمهارات الحياتية والشخصية والإبداع والريادة، والقدرة على التكيف ومرونة متابعة المستجدات. يمكن للتعاون مع الصناعات وقطاعات الابتكار والريادة في أن يساعد في إنشاء برامج جامعية تتماشى مع احتياجات السوق والمستجدات العلمية والمعرفية والتكنولوجية والمعلوماتية لتشمل برامجًا أكاديمية تجمع بين النظرية والتطبيق العملي في تخصصاتها الأكاديمية، مع دمج الممارسات العملية. تشمل هذه البرامج التدريب على الأساليب الحديثة والمتقدمة، والتي تجمع بين المعرفة النظرية والمهارات العملية، وتعزز القدرات العملية للطلبة للتأقلم مع تحديات سوق العمل المتغيرة والمتطورة.

ضرورة التركيز على التعلم مدى الحياة والتطوير المستمر للمهارات. يجب أن تستثمر الحكومات والقطاع الخاص في برامج التدريب التي تساعد العامل على التكيف مع التقنيات الجديدة ومتطلبات الوظائف.

وعلى الحكومات إنشاء وتنفيذ سياسات تدعم خلق الوظائف وتوفير شبكات الأمان للمتعطلين عن العمل. يشمل ذلك الاستثمار في مشاريع البنية التحتية العامة، وتقديم حوافز ضريبية للشركات التي تؤهل الشباب المتعطل عن العمل وتخلق فرص عمل لهم في الشركة، ودعم الشركات الناشئة والصغيرة. تحتاج الحكومات البحث عن فرص العمل من الخارج (outsourced) والشراكة مع الشركات العالمية لتوفير برامج تدريبية متخصصة للشباب المتعطلين عن العمل، مع التركيز على المهارات المطلوبة في سوق العمل الدولي، لخلق فرص عمل جديدة وتعزيز قدرة الشباب على المنافسة على الصعيد العالمي.

أما القطاع الخاص، فعليه أن يلعب دورًا في معالجة مشكلة التعطل عن العمل من خلال تقديم فرص التدريب والتلمذة المهنية وبرامج التدريب أثناء العمل. يمكن للشركات أيضًا الشراكة مع المؤسسات التعليمية للمساعدة في تشكيل المناهج ذات الصلة.

هناك حاجة الى تعزيز أنظمة الدعم الاجتماعي لتوفير المساعدة المالية والتوجيه المهني للمتعطلين عن العمل. سيساعد ذلك في التخفيف من الآثار الفورية للتعطل عن العمل وتوجيه الشباب نحو مسارات مهنية قابلة للتطبيق.

على الأثرياء في أي بلد تحمل المسؤولية الأخلاقية للتكافل الاجتماعي والاقتصادي تجاه مجتمعاتهم من خلال المساهمة في معالجة مشكلتي التعطل عن العمل والفقر. ينبغي لهم أن يستجيبوا لاحتياجات المجتمع من خلال الاستثمار لتدريب الشباب وتأهيلهم للحصول على وظائف مطلوبة في سوق العمل. يمكن توفير منح دراسية، وتمويل برامج تدريبية، وإنشاء مراكز تأهيلية تركز على المهارات الحديثة والمتطورة. هذا ليس فقط يساعد في تقليل معدلات التعطل عن العمل، بل يسهم أيضًا في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تأهيل جيل قادر على المنافسة في سوق العمل العالمي.

التعطل عن العمل اليوم يشكل نوعًا جديدًا من الفقر يتطلب اهتمامًا فوريًا. عندما ندرك ونعالج العوامل التي تؤدي إلى هذا الفشل في التوظيف، نفتح بابًا لتوفير فرص عمل كريمة للشباب. إن التعاون بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص والأثرياء ليس فقط ضروريًا لسد هذه الهوة، بل لبناء مستقبل يحقق فيه كل شاب وكل شابة النجاح والازدهار وتحقيق الذات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :