أزمات نتنياهو وعزلته وتوسيع العدوان!
د. محمد ناجي عمايرة
19-06-2024 09:30 AM
كل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو لم يعد قادرا على الخروج من المأزق السياسي والخسارات العسكرية التي وضع نفسه وكيانه الدخيل فيها.
واهم تلك المعطيات ما يلي:
اولا : انه يواصل حربه العدوانية الاجرامية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون ان يحقق اية مكاسب ودون ان يحدث تغييرا واحدا يحسب له في صورة الأحداث الجارية ميدانيا وسياسيا واقتصاديا على مدى نحو تسعة اشهر.
ثانيا: وبالقدر الذي يتضح لنا من جبل الجليد في هذه الحرب العدوانية النارية ،فان خسائر جيش الاحتلال فادحة وكبيرة وتمرغ وجه الجيش والحكومة الصهيونية في الأوحال بصرف النظر عن الدعاوى الفارغة التي يكررها الاعلام الإسرائيلي وبعض الاعلام الممالئ له في اميركا وأوروبا وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
ثالثا: وفي الوقت الذي يدعي فيه نتنياهو انه يحقق نتائج ايجابية وانه سيقضي على المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حركة حماس والفصائل الحليفة لها.
فان كل الدلائل توجهنا إلى عكس ذلك ،وهذا مايجعله يسعى مؤخرًا إلى التخلي عن حلفائه في الحكومة وتحميل الجيش والموساد مسؤولية هذه الهزائم البومية التي يمنى بها جيش الاحتلال في مواجهاته اليومية منذ بدء عملية طوفان الأقصى والى الان ..مدعيا ان الجيش وأجهزةالمخابرات كانت على علم بما تخطط له حماس قبل تنفيذ عملية طوفان الأقصى ولم تحرك ساكنا لإحباطها !!
وهو رابعا :لا يكف عن الادعاء بانه سينقذ الاسرى الاسرائليين ويدمر قوات المقاومة وينهي وجود حماس في غزة ..وانه لن يوقف الحرب الا بتحقيق هذه التمنيات والأوهام والأحلام.
ومن الطبيعي ان لا يجد من يصدق هذا الكلام المتهالك من أهالي الاسرى الاسرائيليين او من الرأي العام الإسرائيلي.
ولذلك يوجّه أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها جيش الاحتلال الى المدنيين اطفالا ونساء وشيوخا والى المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها من المؤسسات المدنية.
و اخيرا : انه لا يملك اي معطيات على الارض تنقذه مما هو فيه ،ولن يستطيع ان يقر بالهزيمة ،وهنا يسعى وحليفه الاميركي جو بايدن للضغط على حماس ،عبر الوسطاء العرب والأتراك وغيرهم ،لكي تقبل بما يعرضونه عليها من وقف محدود لإطلاق النار وتبادل من يسميهم الرهائن مع بعض الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، ودون اية ضمانات بعدم استئناف القتال ، ولعله يصل إلى مايسميه اليوم التالي لتوقف الحرب ، ومع ذلك يتمسك بالادعاء انه لن ينهي الحرب إلا بتحقيق كل اهدافها.
وهو يقف وحيدا امام تذمر في صفوف جنود الاحتياط وما لحق بهم من خسائر في حين تتواصل التغيرات السياسية في الرأي العام الاميركي والأوروبي والعالمي الذي يشدد على رفض العدوان ويطالب بوقفه والانسحاب من قطاع غزة ناهيك بممارساته العدوانية ضد المدن والقرى والمخيمات في الضفة الفلسطينية.
ولعل ما تشهده الجامعات الاميركية بخاصة والأوروبية بعامة من تنديد بالعدوان ورفضه وإدانته يؤشر ايضا على بعد آخر من أبعاد مازق حرب نتنياهو وازمته المزدوجة.
اما المفصل التالي لهذه الأزمة فهو تزايد عدد الدول التي تقرر إعلان اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس وهو ما يقض مضاجع الكيان الصهيوني و حكومته وسط خلافات باتت مستحكمة بين اعضاء مجلس الوزراء و هو ما يجعل نتنياهو يعيش عزلة قاتلة يحاول الخروج منها باجراءات لتوسيع نطاق هذه الحرب العدوانية باتجاه لبنان تارة و سوريا وايران تارة اخرى.