مع انتهاء موسم الحج لهذا العام جعله الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا يجب ان نعلم جميعا ان هناك أنظمة وتعليمات يجبى ان نتقيد بها من اجل ان يمر علينا هذا الفرض وعلى حجاج بيت الله الحرامة بكل يسر وسهولة وطمأنينة ، ان الحج هو الركن الخامس من اركان الإسلام وهو لمرة واحدة للإنسان ولمن استطاع اليه سبيلا ، وهذه رخصة ربانية من الله سبحانه وتعالى لنا حيث فرض علينا الحج لمرة واحدة ولمن استطاع اليه سبيلا ويجب علينا ان نأخذ بها ، ولان الحج هو رحلة ايمانية فلا ينبغي لنا ان نفسدها بالمخالفات ومن هذه المخالفاتالحج دون الحصول على تصريح رسمي بذلك.

ان المملكة العربية السعودية لم تولي جهدا في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام حيث قامت بكل ما يترتب عليها من توسعة للحرم وللأماكن التي يقصدها الحجاج لأداء مشاعرهم كما قامت ببناء مخيمات مكيفة في كل من منى وعرفات لكي لا يتعرض الحجاج لدرجات الحرارة العالية في مثل هذه الأوقات وكل هذا في سبيل ان تستوعب اعداد القادمين من الحجاج وعندما امرت ان يكون الحج بتصريح لم يكن ذلك لمنع الحجاج من تأدية فرضهم وانما هو عملية تنظيمية الهدف منها التيسير على الحجاج القادمين وجعلهم يستفيدون من جميع الخدمات المقدمة لهم وحتى لا يكون هناك أي تزاحم في حال زيادة الاعداد عن ما هو مسموح به بناءا على القدرة الاستيعابية لاماكن مشاعر الحج ولقد شاهدنا كيف ان من لم يحصل على تصريح حج لم يستفيدوا من المخيمات المكيفة في منى وعرفات وكذلك لم يستفيدوا من المواصلات التي تم تخصيصها لنقلهم وكيف انهم كانوا يسيرون ويفترشون الطرقات بدرجات حرارة عالية أدت الى وفاة البعض منهم ، وكل هذا حصل مع كل التحذيرات التي قامت بها الحكومة السعودية والتي وضعت المخالفات والعقوبات الصارمة على كل منع يأتي للحج بدون تصريح سوآءا من خارج المملكة العربية السعودية او من داخلها .

ان ما حصل في هذا الموسم من مخالفة الكثير بالذهاب للحج بدون تصريح وذلك عن طريق تصريح سياحة او زيارة او عمرة وبقائهم هناك لموسم الحج في سبيل ان يقوموا بالحج لهو مخالفة للقوانين والتعليمات الصادرة من الحكومة السعودية والاهم من ذلك هو مخالفة للرخصة التي منحنا إياها سبحانه وتعالى زهي لمن استطاع اليه سبيلا ، والسبيل هنا كلمة شاملة لكل حالات وظروف المسلم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والنفسية وليست مقتصرة فقط على الطريق والمال.

يجب علينا كمسلمين ان نأخذ بكل الرخص التي منحنا إياها رب العالمين والتي هي نعم من نعمه يجب علينا ان نحمده ونشكره عليها والا نضع انفسنا في طريق التهلكة وفي طريق مخالفة الأنظمة والتعليمات في سبيل ان نقنع انفسنا باننا نقوم بتأدية فرض او واجب من فرائض وواجبات ديننا الحنيف.

في النهاية نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وان يتغمد من توفى برحمته ، ولا ننسى ان نشكر المملكة العربية السعودية على ما بذلته وما تبذله في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام